جيمي لي كيرتس تعود للسينما من خلال الرعب في موسم الهالويين
الوكالات ـ «سينماتوغراف»
ينقسم عالم توزيع الأفلام في هوليوود إلى مواسم: موسم للأفلام الكوميدية، وآخر للأبطال الخارقين، وموسم الجوائز، ويسبقه عادة موسم أفلام الرعب المرتبط بعيد الهالويين، بل إن هناك بالفعل سلسلة من أفلام الرعب تحمل عنوان «هالويين»، ومن المقرر أن يعرض الجزء الحادي عشر منها قريبا، وتلعب بطولته النجمة المتميزة جيمي لي كيرتس، في لقاء تاريخي مع شخصية مايكل مايرز، سفاح السلسلة، فيما يتوقع أن يكون دورا متميزا لها بعد أربعين عاما من مشاركتها في الجزء الأول.
تدور أحداث الفيلم بعد أربعين عاما من عرض الجزء الأول، حيث تجسد كيرتس شخصية (لوري سترود، امرأة تعيش في عزلة تامة عن الواقع كي تبقى بعيدا عن تهديدات مايرز، القاتل المتسلسل، الذي قتل شقيقتها، وتتجدد تهديداته الخطيرة للمجتمع مرة أخرى كلما حلت ليلة عيد الهالويين. أما مايرز نفسه وهي الشخصية التي يجسدها النجم نيك كاسيل، فد تم احتجازه في مركز لرعاية الصحة العقلية مشدد الحراسة، ولكن أثناء عملية نقله من مكان لآخر يقع حادث سير فتنقلب الحافلة لتبدأ سلسلة من جرائم القتل الغامضة المرعبة، تنتهي بلقاء محتوم بين مايرز وسترود.
يعد الفيلم بمثابة عودة قوية لكيرتس إلى الشاشة الكبيرة بعد سنوات طويلة من الغياب، فيما تؤكد أنها فرصة هامة بالنسبة لمشوارها الطويل حرصت على الاستفادة منها على الوجه الأمثل. في تصريحات صحفية لموقع (تو فاب) تقول النجمة ذات الـ59 عاما «أنا في منتهى السعادة، في المقام الأول لتوافر أدوار تناسب نساء تجاوزن الخمسين، وفي الوقت نفسه أدوار مهمة وعميقة».
تنحدر كيرتس من عائلة فنية عريقة، فوالدتها النجمة الأسطورية جانيت ليخ، الشقراء المفضلة لدى هيتشكوك، وبطلة فيلمه الأشهر «سايكو»، أما والدها فهو النجم خفيف الظل توني كيرتس. وعن مشاركتها في العمل، تؤكد أنه لم يكن بوسعها رفض المشاركة في فيلم رعب تجاري، على الرغم من تقديمها أدوارا متميزة في السابق، ولكنها في وقت الغياب اضطرت لتقديم حتى إعلانات عن منتجات مثل الزبادي. «لقد كانت تجربة فريدة».
وتعتبر كيرتس واحدة من أبرز نجوم التسعينيات وأواخر الثمانينيات، حيث اشتهرت بتقديم أدوار كوميدية مثل «سمكة اسمها واندا»، وقدم للسينما العربية بطولة محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وجالا فهمي بعنوان «سمكة وأربع قروش»، كما قدمت أيضا «أكاذيب حقيقية»، مع أرنولد شوارزنيجر، وقدمت أفلام جاسوسية مع بيرس بروسنان «حائك بنما»، إلا أن بداياتها ارتبطت دوما بفيلم «الهالويين»، الذي قدم الجزء الأول منه عام 1978، وحازت بعده على لقب «ملكة الصراخ»، وهو ما لا تريد الاعتماد عليه الآن بحال من الأحوال. «كل ما أريده هو مواصلة العمل وتقديم أداء جيد».
ولا يخفي صناع الفيلم اعتمادهم بنسبة كبيرة على أداء كيرتس الجيد في نجاح الفيلم واستمرار تقديم المزيد من الأجزاء منه، ومن النقاط الإيجابية في العمل أن كيرتس لديها جاذبية خاصة وتواصل كبير مع الجمهور مما يوفر عليها كثير من العبء، ولكن هناك نقاط سلبية تتمثل في موقف النقاد القاسي من هذه النوعية من الأفلام، ومن انطباعاتهم الأولى عن هذا الجزء أيضا، حيث وصفوه بأنه «عمل متواضع ودون المستوى كما هي عادة الأعمال التي تدور حول شخصية السفاح مايكل مايرز الخيالية». ومن ثم يجب الأخذ في الاعتبار أن السلسلة أنتج منها الكثير من الأجزاء، فأصبحت أحداثها ممطوطة، متوقعة ومملة، لدرجة أن البعض يعتبر بالفعل أنه قد عفا عليها الزمن.
لكن هذه النسخة التي تحمل توقيع ديفيد جوردن جرين، تعد تكريما لأول جزئين صنعا مجد وشهرة السلسلة. في مؤتمر صحفي بمناسبة الترويج للفيلم يقول المخرج «كنا نعلم أن السلسلة قدم منها عدة أجزاء مختلفة، وأن الخط الزمني لهذه الأعمال كان مغايرا، فرأينا أنه من الأيسر العودة إلى البدايات الأولى والانطلاق من هناك، وكان هذا أفضل بكثير من التفكير في أننا حتى نعمل على الجزء الثاني من هالويين».
ومع ذلك يرى كثير من النقاد أن هذا العمل برغم من أنه يحمل توقيع جوردن، ينتمي إلى نوعية سينما الدرجة الثالثة، ذات الملامح المتوقعة والنهايات المحتومة ومحورها مجموعة من الجرائم المروعة، وعلى الرغم من أن الفيلم يذكر بنوعية أعمال سينما الثمانينيات، فإنه يخلو من سحر الأعمال الأصيلة. ولكن الزمن وحده كفيل بالحكم على الجزء الحالي إذا كان هو النهاية أو أن جعبة المنتجين مازال بها المزيد من الفصول. أما بالنسبة كيرتس فترى بالرغم من ذلك أنه مازال لديها الكثير لتقدمه.