Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
المهرجاناتالمهرجانات العربيةسينمانامراجعات فيلميةمهرجان القاهرةمهرجاناتنقد

خامس أيام برنامج سينما الغد الدولي

خامس أيام برنامج “سينما الغد الدولي” بالقاهرة السينمائي
مفارقة الصناديق والبلكونة مدلولات بصرية للقيم ومعنى الحياة
“سينماتوغراف” ـ رشا حسني
 
استأنف برنامج “سينما الغد الدولي” الذي يقام ضمن فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي عروضه للأفلام القصيرة لليوم الخامس علي التوالي وتضمن البرنامج خمسة أفلام قصيرة هي:
 
1- الشقة ب “Flat B” للمخرجة البرازيلية ماريانا يوسف”Mariana Youssef“، وتدور أحداثه حول عمار الذي يعود للهند بعد أن غادرها منذ 40 عاماً ليقدم صندوقاً غامضاً لصديقه كامل الذي كان علي وشك الموت. فكرة الفيلم غاية في البساطة أرادت المخرجة أن تقول من خلاله إن التواصل الإنساني من أهم القيم التي تعطي لحياتنا معني وقيمة في ذات الوقت.
عبرت المخرجة عن فكرتها من خلال التكوين وتحريك الشخصيات فعلي سبيل المثال الرجل الذي يحمل الصندوق الذي يزعم بأن بداخله اعتذار لصديقه القديم ظل ثابتاً في الحافلة لم يتحرك رغم أن الشخص الذي يحمل الآلة الموسيقية كان دائمًا يتودد له ويحاوره ويقترب منه وهو نفس الفرق بين الشخص المتصالح مع نفسه الذي لا يجد عيباً في طلب التواصل الإنساني حتي مع شخص لا يعرفه وبين من يخشى ذلك التواصل ولكن حينما يتوفى صديقه القديم يذهب لمنزل الرجل ذو الآلة الموسيقية ويضع له الصندوق الذي بداخله الإعتذار علي بابه.
تعتبر الموسيقي التصويرية لهذا الفيلم قليلة ولكنها مؤثرة لامتلاكها الجانب الجمالي والجانب الفني ولقد أعلنت المخرجة عن بداية رحلة الرجل الغامض الذي يحمل الصندوق بالموسيقي التصويرية.
2- حبيبي “Darling” للمخرجة الألمانية ايزابيلا بلوشنسكا “IzabelaPlucińska“، والذي تدور أحداثه عن إمرأة تستيقظ ذات يوم من النوم فاقدة ذاكرتها ولا تستطيع حتي أن تتذكر زوجها.
 
استطاعت المخرجة في فيلم مدته ست دقائق فقط أن تعبر من خلال الصلصال المتحرك أن تُكثف الشعور بكثير من المعاني منها الخوف، الوحدة، الإغتراب، العجز والأمل. واستعادت السيدة جزء من شعورها بماضيها وحياتها السابقة وليس جزء من ذاكرتها عندما وجدت بعض الأشياء التي مستها وجدانياً وهو ما شكل عنصراً جماليا هاماً في الفيلم فكم من أشياء قد نجدها بسيطة صغيرة تُمثل لنا ولحيواتنا الكثير حتي دون أن نعي ذلك فربما قصاصة ورق قديمة ومتهالكة تساعدنا كثيراً علي الرجوع لأنفسنا لا لماضينا.
جدير بالذكر علي ضوء هذا الفيلم هو تعدد مسارات وأشكال أفلام التحريك فلم تعد نوعاً واحداً وهو الشهير والسائد عالمياً وتجارياً كالذي تقدمه شركات والت ديزني وبيكسار ولكن انشق عنها عدة أنواع أخرى أثري فنياً كالأفلام التشكيلية وأفلام الصلصال والأفلام التي تعتمد علي الرسم بأقلام الرصاص.
3- بلكونة أو شرفة “Balcony” للمخرجة الكوسوفية لينديتا زاكيراج “Lendita Zeqiraj“، وتدور أحداث الفيلم حول صبي صغير يجلس علي حافة شرفة يهدد المارة بإلقاء نفسه فيتم استدعاء رجال الشرطة ليتفاقم الموقف سريعاً ويخرج عن السيطرة.
تُسلط المخرجة الضوء من خلال فيلم لقطة واحدة طويلة – وهي من المرات القليلة جداً التي يُتقن فيها عمل فيلم تبلغ مدته 30 دقيقة “one shot” دون تقطيع “مونتاج” – علي بعض الظواهر الإجتماعية السلبية منها السرقة، الواسطة، الفساد المجتمعي والشرطي بشكل عام.
 
أصابت المخرجة في إختيار خيار تصوير الفيلم كاملاً كلقطة واحدة بالرغم من المجهود الرهيب الذي يتطلبه ذلك خاصة من الممثلين ولكنه يخدم الفكرة والمضمون وإيقاع الفيلم وهو الأهم، فتقطيع مثل هذا الفيلم للقطات حتي وإن كانت طويلة كان سيخل بالإيقاع العام للعمل.
4- الصندوق المغلق “Closed Box” للمخرجان الإيطاليان”Gianfranco Boattini و”Riccardo Salvetti، وتدور أحداثه حول رجل يجعله روتين حياته اليومي يعيد التفكير في حياته بكل ما فيها ومن فيها من خلال صندوق خشبي مغلق يصنعه بنفسه ولنفسه.
بالفيلم دراما نفسية ذات مدلولات بصرية بطبيعة الحال كشعاع النور الذي تخلل الصندوق والذي من الممكن أن يحمل له أملاً في غد مختلف، خلعه لجميع ملابسه من الممكن أن يكون دلالة علي رغبته في التحرر والعودة لسيرته الأولي.
5- جيميني “Jiminy” للمخرج الألماني أرثر مولارد ” Arthur Môlard” وتدور أحداث الفيلم الفانتازي حول اختراع الكريكيت الذي سيُزرع بأدمغة البشر ليحولهم إلي أدوات ميكانيكية تتعامل مع كل شئ بشكل أوتوماتيكي وخطورة أن يتحول ذلك إلي إدمان ومع فقد تلك القدرة يفقد الإنسان معها هويته أو أهم جزء من هويته ألا وهي إعمال عقله فلا يستطيع أن يتخير شئ أو أن يُفضل شئ عن شئ أخر ولا يستطيع التعامل مع أبسط الأشياء.
دلل المخرج علي رؤيته للفكرة بصرياً دون تقعر ولكن من خلال إسلوب بسيط لم يعد كثير من السينمائيين يفضلون استخدامه مثلاً كاستخدام “Low angel – High angel” أو التصوير من زاوية مرتفعة حينما كان بطل الفيلم متمكناً من أدوات معرفته ومهارته ولديه الخيار الأوتوماتيكي ليعيش حياته وعلى العكس استخدم زوايا التصوير المنخفضة عندما أراد التعبير عن المأزق الذي به البطل نتيجة لفقده هذه القدرة، وأيضاً وبمساعدة مدير التصوير عبر بالإضاءة عن نفس المعاني فأوقات التمكن ذات إضاءة واضحة وأوقات الفشل والفقدان ذات إضاءة قاتمة توحي بمدي الفقد الداخلي وانعكاسه علي خارج البطل. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى