كان (فرنسا) ـ «سينماتوغراف»
يتطرق المخرج الفرنسي جوناثان ميليت إلى استعارات المطاردة في (Ghost Trail، درب الأشباح) وهو فيلم الإثارة النفسي المستوحى من أحداث واقعية، والذي يعرض في افتتاح أسبوع النقاد في مهرجان كان 2024.
“درب الأشباح” يحكي قصة رجل سوري يدعى حميد، وهو جزء من مجموعة سرية تلاحق القادة الهاربين الذين ارتكبوا فظائع باسم النظام السوري خلال الحرب الأهلية في البلاد، وتأخذه مهمته إلى فرنسا، على أثر جلاده السابق. الذي تمكن من تعقبه.
ميليت، الذي شارك سابقًا في إخراج الفيلم الوثائقي “سبتة، سجن دوس” – حول خمسة مهاجرين يغادرون أراضيهم ليجربوا حظهم في أوروبا وينتهي بهم الأمر في سجن مفتوح في المغرب – وصف مشروعه الجديد بأنه “استمرار لعملي”. حول الهجرة من خلال الأفلام الروائية والوثائقية”. ويضيف : «لقد حافظت على موقفي؛ قال المخرج: “أسعى إلى التقاط مصائر فردية فريدة لاستكشاف المنفى من خلال منظور البشر”.
تنعكس حياة ميليت الخاصة في سيناريو الفيلم الذي ينبع من حقيقة أنه عاش ما يزيد قليلاً عن عام في حلب بسوريا عندما كان في العشرين من عمره ولم تكن الحرب الأهلية قد بدأت بعد. يتذكر قائلاً: “بعد سنوات قليلة اندلعت الحرب وأرسل لي أصدقائي في حلب اللقطات التي صوروها في الأسبوع السابق”. “لقد عايشت الحرب والدمار الذي لحق بحينا من خلال مقاطع الفيديو هذه. وأضاف ميليت: “هربوا إلى إسطنبول، حيث زرتهم عدة مرات، في قلب الجالية السورية في تركيا، ومن ثم إلى ألمانيا”.
ويتابع : “أردت أن أحول شخصياتي إلى أبطال سينمائيين للإشادة بقصص المنفى التي سمعت عنها، والتي من شأنها أن تجعل أي كاتب سيناريو لفيلم مغامرات يفقد صوابه. وأشار المخرج إلى أن ما أدهشني لأول مرة في سعي هؤلاء المنفيين هو مدى إلحاحية هذا الأمر ومدى حداثته.
وصفت آفا كاهين، المديرة الفنية لأسبوع النقاد في مهرجان كان، فيلم “Ghost Trail” بأنه “فيلم حسي مثير تتركنا فيه مهارة الممثل الفرنسي-التونسي آدم بيسا لاهثة الأنفاس”.
فاز بيسا، الذي يلعب دور حميد، بجائزة أفضل ممثل في قسم نظرة ما بمهرجان كان 2022 عن دوره في فيلم “حركة” للمخرج لطفي ناثان المقيم في الولايات المتحدة. ويشارك في بطولة فيلم “Ghost Trail” الممثل الفلسطيني توفيق برهوم (“فتى من السماء”).