الجزائر ـ «سينماتوغراف»: نبيل حاجي
فقدت الساحة السينمائية الجزائرية صباح اليوم، المخرج الجزائري بن عمر بختي، عن عمر يناهز الـ74 عاما، بعد معاناة طيلة مع المرض الذي ألم به خلال السنوات الأخيرة، وعرف بختي بن عمر برائعة فيلمه السينمائي التاريخي «ملحمة الشيخ بوعمامة» وفيلمه الكوميدي «الطاكسي المخفي».
وقد ولد الفقيد في الثامن أبريل عام 1941 بمدينة مغنية قرب تلمسان غرب الجزائر، وبعد أن عمل خلال نهاية الخمسينات بالإذاعة والتلفزيون الفرنسي بالجزائر، ألتحق بعد الاستقلال بالمعهد العالي للدراسات السينمائية بفرنسا حيث عمل مساعدا للإخراج إلى جانب المخرج الفرنسي الكبير كلود للوش، وجان بول السايس، وعند عودته إلى الجزائر ألتحق مباشرة بالإذاعة والتلفزة الجزائرية، حيث أخرج العديد من الأعمال التلفزيونية من أبرزها فيلم «الخالدون» عام 1974 وفيلم «العودة» عام 1979 وواصل الفقيد حضوره السينمائي إلى غاية منتصف الثمانينات، حيث أشرف على تحقيق فيلم تاريخي ملحمي عن أحد أعلام المقاومة الجزائرية ضد المستعمر الفرنسي من خلال فيلمه «ملحمة السيخ بوعمامة» 1983 العمل الذي لقي نجاحا كبيرا سواء من خلال عرضه في القاعات السينمائية أو التلفزيون، وبعد هذه التجربة الكبيرة من الناحية الفنية والإنتاجية أخرج بن عمر بختي فيلمه الكوميدي الشهير «الطاكسي المخفي» عام 1989 بمشاركة نخبة كبيرة من الممثلين الجزائريين وعرف هذا العمل أيضا نجاحا جماهيريا كبيرا.
وظل الفقيد يحمل مشروع إخراج فيلم عن مؤسس الدولة الجزائرية «الأمير عبد القادر» لكن الصعوبات المالية والإنتاجية وأيضا سنوات الإرهاب حالت دون ذلك، لكنه أتجه إلى التلفزيون وأخرج فيلم تلفزيوني بعنوان «عطلة البرانتي» مع الفقيد يحي بن مبروك ومسلسل تلفزيوني بعنوان «غرفة البنات» عام 1994، كما عمل بعد ذلك على إعادة الجزء الثاني من فيلم «الطاكسي المخفي2» لكن الرحيل المفاجئ لعدد من ممثلي الجزء الأول حال بدوره من تحقيق هذا المشروع.
وتتميز مسيرة الفقيد بدفاعه الدائم على السينما الوطنية وتجيع الكفاءات الفنية والتقنية الجزائرية، وعرف عنه أيضا بحسن إدارته الممثلين الذين تربطهم به علاقات صداقة ومحبة كبيرة، وسيتم تشييع جنازة الفقيد بعد ظهر غد الخميس بمقبرة العالية بالجزائر العاصمة.
