سؤدد كعدان: «نزوح» رسالة أمل مغلفة بكوميديا سوداء عن دمار الحروب
خاص ـ «سينماتوغراف»
أنهت المخرجة السورية سؤدد كعدان مؤخراً تصوير فيلمها الروائي الطويل «نزوح» الذي كتبته أيضاً مثل أفلامها السابقة، وحصلت به علي جائزة «باومي» لتطوير السيناريو في مهرجان برلين، كما حصلت علي جائزتين عنه علي هامش مهرجان «كان» قبل ثلاثة أعوام، وهما جائزة تليفزيون أرتيه وجائزة سورفوند لتطوير النصوص، والفيلم من بطولة سامر المصري وكندة علوش.
جري تصويره في تركيا وتطرح أحداثه قصة عائلة سورية ترفض النزوح والخروج من منزلها في ريف دمشق، يرفض رب الأسرة مغادرة بيته حتي لو تهدم الحي كله، غير أن صاروخاً يسقط علي منزل العائلة فيغير حياتهم ويتحولوا رغما عنهم إلى لاجئين، وعندما يتفجر سقف بيت «زينة» بطلة الفيلم، تنام لأول مرة تحت السماء، وترى النجوم، وتنتبه إلى أبن الجيران الذي يسكن في البناء المجاور. قليل من النور والحب تعكسه مشاهد الفيلم.
وتجسد كندة علوش دور فتاة تعيش مع والدها المتمسك بأرضه والذي يصل تمسكه بها الي حد الجنون.
وكانت سؤؤد كعدان قد قدمت الواقع السوري عبر كثير من أفلامها ومنها الروائي الطويل «يوم أضعت ظلي» الذي توج بجائزة «أسد المستقبل» خلال الدورة ال75 لمهرجان برلين .
يبدو أن الحرب حاضرة في أفلام المخرجة حتى تعود سوريا بسلام، وتؤكد كعدان لـ «سينماتوغراف»: “لأنني أعاني منها، وجزء من نتائجها. لا يمكن أن أتحدث عن شيء آخر الآن غير الحرب، وفي فيلمي «نزوح» قصة مختلفة، رغم إطاره الحربي المشابه ليوم أضعت ظلي، ولكن تغلفه كوميديا سوداء، ورسالة من الأمل والابتسامة ضمن الدمار.
سؤدد كعدان فنانة سورية درست المسرح ثم السينما، تطرح رؤاها السينمائية بمنظور مستقل يحمل ملامح الدهشة والبساطة والصدق، وتحاول في أفلامها السفر إلى الأعمق والأكثر تأثيراً ووجعاً، وتطرح أسئلة كبرى تخصّ وجود الإنسان ومصيره وحقيقته، وهذا ما سبّب لأفلامها علاقة شائكة مع بعض الجمهور.