«سينما رجل مهم» في ليلة حب وتكريم للناقد الكبير رؤوف توفيق
القاهرة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
أقامت جمعية كتاب ونقاد السينما المصرية حفل تكريم للكاتب والناقد السينمائي الكبير رؤوف توفيق مساء أمس الثلاثاء بالمجلس الاعلي للثقافة تحت رعاية وزير الثقافة حلمي النمنم الذي غاب عن حضوره، مما دعا الكاتب الصحفي مفيد فوزي لانتقاد غياب الوزير عن تكريم كاتب كبير مثل رؤوف توفيق وأوضح الأمير أباظة رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما أن الوزير اضطر لحضور حفل اختيار مدينة الأقصر عاصمة للثقافة العربية.
وأكد أباظة أن حضور الناقد الكبير رؤوف توفيق هو تكريم في حد ذاته مشيدا به ككاتب سينمائي وناقد كبير ورئيس سابق لمهرجان الإسكندرية السينمائي.
وفي إطار التكريم أصدرت جمعية كتاب ونقاد السينما كتاب “سينما رجل مهم” للكاتب الصحفي سمير شحاتة، الذي يتعرض فيه لمشوار رؤوف توفيق كناقد وكاتب سينمائي صاحب سيناريو فيلم “زوجة رجل مهم” الذي استمد منه عنوان كتابه، وخلال الاحتفال أكد شحاتة علي التأثير الذي تركته كتابات رؤوف توفيق علي جيله، وكان بشخصيته الهادئة يعكس صورة مختلفة عن أرائه النقدية، فكان يكتب بجرأة وندية فهو الذي أغضب صلاح أبو سيف بمقاله عن فيلم “حمام الملاطيلي” الذي حصل به علي جائزة كأفضل نقد، وهو الذي هاجم فيلم “العذراء والشعر الأبيض” لاستاذه إحسان عبد القدوس، وأذكر حين شاهدت فيلم “زوجة رجل مهم” اعتقدت لأول وهلة أنه فيلم رومانسي حيث يبدأ التتر بأغنيات عبد الحليم حافظ فإذا به فيلم سياسي من طراز فريد، وأذكر للكاتب الكبير سلسلة مقالاته الجريئة عن السينما اليهودية والتي جاءت في اعقاب توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر واسرائيل وقد كتبها متسائلا اذا كان اليهود قد استخدموا السينما في الترويج لقضيتهم، فأين السينما المصرية من ذلك؟.
وأشار شحاتة الي فترة رئاسة رؤوف توفيق لمهرجان الاسكندرية وأن دورة 2005 التي رأسها كانت حافلة بالمواقف، حيث تزامنت مع الانتخابات الرئاسية في تلك الفترة وكاد ذلك يلغي إقامة المهرجان الا أن رؤوف توفيق تمسك باقامته مؤجلا حفل الافتتاح، كما قرر الذهاب بالافلام الي الجمهور في النوادي والتجمعات
وقال الكاتب الكبير مفيد فوزي انه ورؤوف توفيق يمثلان جيل واحد عاني كثيرا، مشيرا الي أن توفيق كاتبا انحاز للناس في كل قضاياه وانه كاتب ذو ضمير وناقد اتسمت رؤياه بالموضوعية والمنافسة الشرسة لكنها شريفة جمعت بينهما خلال عملهما في مجلة صباح الخير، حيث كان يتنافسان علي الموضوع الرئيسي بها، مؤكدا ان الكاتب يظل خالدا لأنه يرقد دون أن يدري في وجدان الناس.
وأشاد مسعد فودة بالدور الذي قام به رؤوف توفيق كاتبا سينمائيا وناقدا كاشفا عن دور آخر كان يقوم به في قراءة السيناريوهات التي تثار حولها مشاكل في نقابة السينمائيين.
وقال الشاعر جمال بخيت رئيس تحرير مجلة صباح الخير انه أعاد نظرته للسينما بعدما قرأ كتاب رؤوف توفيق “السينما عندما تقول لا” الذي ظهر في وقت سيطرت فيه الأفلام التجارية، لكنه أكد أن السينما ذات الفكر الجاد سيبقي مكانها محجوزا دوما، وكان رؤوف توفيق بكتاباته مثل الملاح الذي يشير الي طوق النجاة وسط أجواء عاصفة، وان رؤوف توفيق كان مناضلا بقلمه كناقد وسينمائي.
وتحدث محمود عبد السميع رئيس جمعية الفيلم مشيدا برؤوف توفيق الذي اختير عضوا في لجنة تحكيم اأول مهرجان لجمعية الفيلم عام 1975 مع صلاح ابوسيف واحمد كامل مرسي وكمال الشيخ ثم رأس لجان التحكيم عدة مرات ثم حصد جوائزها في افلامه، كما أشاد بدوره المنتج محسن علم الدين، وتحدثت الناقدة الكبيرة ايريس نظمي عن رؤوف توفيق مؤكدة انه كان باستطاعته ان يكتب كثيرا من الافلام لكنه كان دقيقا جدا في اختياراته يكتبها بصدق وأمانة.
وتحدثت الكاتبة مني ثابت زوجة رؤوف توفيق وقالتـ: هذا الحضور لمختلف الاجيال في تكريمه يمثل حالة من البهجة لهم جميعا ووجهت الشكر للحضور، فيما تحدث رؤوف توفيق بكلمات قليلة معبرا عن سعادته بكل هذه الحفاوة التي منحته الطاقة والحيوية وأنه مستعد ليواصل عمله مع الجميع قائلا: أشعر بالفخر والخجل من نفسي لأني أقل منكم جميعا.
ووجه الناقد الأمير أباظة الشكر للناقد الكبير وقدم له تكريم جمعيات السينما العربية، وقدمت ايريس نظمي تكريم جمعية كتاب ونقاد السينما كما كرمه مسعد فودة نقيب السينمائيين وكرمه الشاعر جمال بخيت عن مؤسسة روز اليوسف.