أحداث و تقارير

شاهد: فيلم إيراني ممنوع يفتتح كلاسيكيات فينيسيا الـ 73

 الوكالات ـ «سينماتوغراف»

بعد مرور أكثر من 25 عاماً على منع فيلم إيراني من العرض في بلاده، قرّرت إدارة مهرجان فينيسيا الإيطالي عرضه في افتتاح دورة المهرجان الـ 73، ضمن فئة الأفلام الكلاسيكية، بعد أن استطاع مخرج العمل الحصول على نسخة من The Nights of Zayandeh – Rood المحظور بطريقة غير قانونية.

وكان المخرج الإيراني المعروف محسن مخمل باف المقيم في العاصمة الفرنسية باريس، قد عرض The Nights of Zayandeh – Rood على هيئة الرقابة على المصنفات الفنية الإيرانية في العام 1990، والتي رأت وقتها أن الفيلم “مسيء لروح الثورة” حسب تقرير نُشر على موقع Screen Daily، جاء فيه أيضاً أن الرقابة أجازت وقتها عرض الفيلم على مضض بعد أن اقتطعت من نسخته الأصلية 25 دقيقة.

ومن جانبه، ذكر موقع Sky Cinema أن أنباء اقتطاع أجزاء من الفيلم جعلت الجمهور يقبل على مشاهدته بشكل جنوني حين عُرض في مهرجان “الفجر”، تلا ذلك عرضه في السينمات الإيرانية حيث أقبل على مشاهدته الآلاف، بعضهم أمضى الليل أمام دور العرض.

في بداية العام 2016، عُثر على نسخة أصلية من “نيجاتيف” الفيلم، سرقت من أرشيف الهيئة الرقابية في إيران، ووصلت إلى المخرج الذي قام بنفسه بترميمها حيث بلغ طول النسخة التي عثر عليها 63 دقيقة، فيما لا يوجد أمل في العثور على الجزء المقطوع. وقد وصف مخمل باف عثوره على الفيلم بعد 26 عاماً بـ “المفاجئة بعد كل هذه السنوات، إذ لا يزال العمل يحتفظ بمقوماته الأساسية. الفيلم يشبه الكائن الحي الذي فقد أطرافه لكنه لا يزال يتنفس. لم يفقد قصته ومعناه”.

ويكمل المخرج الإيراني قصته المستحيلة للحاق بتسجيل الفيلم للمشاركة في مهرجان فينيسيا والتي جاءت متأخرة، بسبب الوقت الذي استغرقه في ترميم الفيلم في معامل أفلام في لندن.

لكن المفاجأة أنه تلقى رسالة بعد إرسال The Nights of Zayandeh – Rood بساعات قليلة من رئيس المهرجان البريتو باربيرا، قال فيها “انتهيت للتو من مشاهدة الفيلم الجميل، الذي حرّك مشاعري. إنه فيلم قوي ومؤثر وجماهيري، وعندما أفكر كيف ارتكبت مجزرة بحق العمل الأصلي أشعر بالجنون وأنا أتخيل كيف كان العمل كاملاً. الفيلم سيعرض في المهرجان”.

وعقّب مخمل باف على عرض فيلمه قائلاً، “بعد قراءة كلمات باربيرا تذكرت (المُلا) الذي أرسلته لي هيئة الرقابة في إيران لتهديدي بالقتل بعد عرض الفيلم، فأجبته حينها أن من السهل إسكات صانع الفيلم لكن من المستحيل قمع السينما”.

ويحكي الفيلم قصة عالم انثروبولوجيا “علم تاريخ الإنسان” وابنته على 3 مراحل؛ قبل وأثناء وبعد الثورة على حكم شاه إيران رضا بهلوي، الذي انتهى بفراره ووصول الخميني إلى سدة الحكم في العام 1979، وفرضه حكماً دينياً على مجتمع عاش في نظام علماني على مدى عقود.

تعمل ابنة العالم في قسم الطوارئ الخاص بالمقدمين على الانتحار في أحد المستشفيات في العاصمة طهران، وهو قسمٌ دائم الانشغال قبل وبعد الثورة، حيث تحكي قصة كل منتحر الدافع المفقود لاستمرار الحياة في ذلك البلد، ثم يقع أحد المرضى في غرام الابنة في قصة حب مستحيلة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى