Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
إضاءات

قراءة في أقسام وبرامج الدورة الـ26 لمهرجان «بوسان السينمائي»

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

مهرجان بوسان السينمائي الدولي في (كوريا الجنوبية) هو مرجع للسينما الآسيوية في العالم، ويعتبره كثيرون في أهمية “مهرجان كانّ السينمائي الدولي”، لكنْ للفيلم الآسيوي، حيث يقوم بتسليط الضوء على أفلامٍ متميّزة لمخرجين فريدين في القارة الآسيوية، وخلال دورته الـ26 (6 ـ 15 أكتوبر 2021)، يعود المهرجان بقوة مع أفلامٍ آسيوية وعالمية لمخرجين جدد ومُكرّسين.

من أهم ما يُقدّمه “مهرجان بوسان” هذا العام اختياره “الأسطورة” الحية في صناعة السينما الآسيوية، وصاحب أهم مساهمة فيها، المخرج الكوري الجنوبي إيم كون-تِك (1934)، لمنحه جائزة “مخرج العام”. مع 102 فيلم، كان هذا المخرج أحد أكبر المساهمين في ترويج السينما الآسيوية في الأعوام الستين الماضية. في فيلمين له خصوصاً، “مغنية بانسوري” (1993)، الحائز 27 جائزة كورية و3 جوائز عالمية، و”غناء المخلصة” (2000)، كان قادراً على تصوير طريقة الحياة الكورية وقيمها بدقّة ورهافة، مُعرّفاً بفنّ غناء تراثي عُرفت به كوريا، يعتمد نصّاً مُغنّى على إيقاع طبلة خاصة.

إيم كون-تِك أول سينمائي آسيوي ينال “الدب الذهبي” عن مجمل أعماله، في الدورة الـ55 (10 ـ 20 فبراير 2005) لـ”مهرجان برلين السينمائي”، واعتُبر فيلمه “مجنونٌ بالمرأة والرسم” (2020)، الحائز جائزة الإخراج في النسخة الـ55 (15 ـ 26 مايو 2002) لـ”مهرجان كانّ السينمائي الدولي” علامة مؤثّرة في عالم السينما.

تتميّز برامج المهرجان ومسابقاته بالغنى والتنوّع، وتعكس أقسامه الـ11 اهتماماً لا ينحصر بالسينما الآسيوية فقط، بل بالعالمية أيضاً. منها: “تيارات جديدة”، القسم التنافسي الذي مهّد الطريق لسينما آسيوية جديدة، وبات معروفاً بكونه محطة انطلاق للمخرجين الجدد الأكفاء، في الأعوام الـ25 الماضية، والعديد منهم تركوا بصماتهم خارج آسيا. يهتمّ القسم باكتشاف أفلام آسيوية جديدة، أولى أو ثانية، في عروضها الأولى حصرياً.

يتنافس في “تيارات جديدة” 11 فيلماً أول أو ثانيا، كلّها من إنتاجات 2021. ستختار لجنة التحكيم والجمهور أفضل اثنين منها (30 ألف دولار أميركي لكلّ واحد منهما). كما يُقدّم “اتحاد النقاد الدوليين (فيبرسي)” جائزته لفيلمٍ في القسم نفسه يعكس روحاً مبتكرة وتجريبية، وكذلك تفعل “هيئة تطوير السينما الآسيوية” (نتباك). في القسم أفلام من كوريا الجنوبية واليابان والهند (فيلمان من كلّ دولة)، ومن الصين وكازاخستان واليابان وفيتنام وإندونيسيا (فيلمٌ واحد من كلّ دولة). أفلام عائلية، وأخرى منتمية إلى الجريمة والعنف، مع أجواء غريبة، مدينية أو ريفية.

في فيلمٍ يعتمد على ممثلين غير محترفين، يُصوّر الهندي ناتش هيدجي موقفاً صعباً وغير متوقّع، يواجهه بطل “بدرو”، الكهربائي الذي يعيش حياة غير مرئية، في قرية تقع في غابات المنطقة الغربية من الهند. ويقدّم مواطناه، بول راجديب وسارميستا مايتي، في “بيت الزمن”، مواجهة بين طبيب محبوس في منزلٍ وثلاث نساء مُقيمات فيه، وغارقات في مستنقع الزمان والمكان. في “المخرج الغائب”، للإيراني آروند دشت آراي، بروفة مسرحية تجري فيها مكالمات فيديو، تؤدّي إلى مشاحنات بين المخرج وفريق العمل. صُوّر الفيلم في لقطة واحدة من دون انقطاع. من إيران، أيضاً، هناك “الكويكب”، لمهدي علي بور: فيلمٌ اجتماعي، عن صبي فقير يعمل لكسب عيشٍ لائق لأمه وإخوته.

من كازاخستان، قصّة عائلية تقدّمها شاريبا أورازباييفا في فيلمها الثاني، “رمان أحمر” (فيلمها الأول عنوانه “مريم”، 2019). كما اختير “وداعاً، مسقط رأسي”، للصيني وانغ زو، الذي يغطّي حياة ثلاثة أجيال من النساء، في أسلوب شاعري يعتمد صُوراً وتعليقات صوتية. العائلة أيضاً في “شقّة مع امرأتين”، أول روائي طويل لكيم سي-إن: دراما عائلية واقعية، تتساءل بشدّة عن العلاقة ومعنى الأسرة، وتصوّر معركة عاطفية بين أم وابنتها، تستمر 144 دقيقة. أما اليابان فتحضر في فيلم عنف وجريمة وتحرّيات: “مفقود” لكاتاياما شينزو، الذي عمل سابقاً مُساعداً للمخرج الكوري بونغ جون-هو.

من جنوب شرق آسيا، فيلمان في بيئة من التناقضات الاجتماعية والنظام الأبوي القمعي: “أرض الذكريات” الذي تعود معه الفيتنامية كي بوي كيم إلى بوسان، و”آلة تصوير” للإندونيسي وريغاس بانوتيجا.

“فلاش للأمام” قسم تنافسي ثانٍ، لكنْ لأفلام غير آسيوية، مع جائزة مالية قيمتها 8500 دولار أميركي، تُمنح لفيلمٍ يختاره الجمهور. أعمال أولى أو ثانية أيضاً، لسينما فيها نظرة تجديد وابتكار. في القسم 9 أفلام من أوروبا ومكسيكو والولايات المتحدة الأميركية، وفيه الفيلم المصري “ريش” لعمر الزهيري.

يُعدّ “مهرجان بوسان السينمائي الدولي” مكاناً يُقدِّم أحدث الأفلام الكورية المستقلّة ذات القيمة السينمائية. يكتشف المخرجين الكوريين الناشئين ذوي الكفاءة. هذا العام، تتميّز اختيارات قسم “السينما الكورية اليوم” بجودة إنتاج عالية، وحِرفية متميزة، سواء في رواية القصص القوية، أو في تخطيط وتنفيذ اللغة السينمائية البصرية. هناك 26 فيلماً من كافة الأنواع، تنتمي إلى السينما الشعبية والفنية.

قسم “سينما كوريا ـ رؤية اليوم” يُقدّم رؤية للسينما المعاصرة، عبر 12 فيلماً لم تُعرض سابقاً في أي مكان آخر، منها “حبس ما بعد الولادة” لبارك كانغ، فيلم رعب غامض يتعامل مع التقليد الشعبي الكوري Seire، في فترةٍ لا يُسمح فيها للأجانب بدخول المنزل لمدة 21 يوماً بعد ولادة طفل، لمنع سوء الحظ.

في “نافذة على السينما الآسيوية”، تعرض أفلام من مختلف الأساليب والرؤى في السينما الآسيوية، للإضاءة على مواهب العام الجديدة، والمكرّسة. من 34 فيلماً، هناك “فرحة” لدارين سلام (الأردن والسعودية)، و”صالون هدى” للفلسطيني هاني أبو أسعد، و”الامتحان” لشوكت أمين كوركي (كوردستان العراق)، و”نزهة البقرة البيضاء” للإيرانية مريم مقدم. كلّها أفلام شاركت في مهرجانات وعروض مختلفة، وفاز بعضها بجوائز.

 

أقسام أخرى غير تنافسية تعرض أفلاماً عالمية لمخرجين مؤثرين، عُرضت في مهرجانات أخرى: “آنيت” (2021) لليو كاراكس، و”دولاب الحظ والفانتازيا” للياباني هامغوتشي ريوسوكي (قسم “غالا”). هناك قسم “أيقونات” في السينما المعاصرة، فيه 23 فيلماً، 16 منها معروضة في “مهرجان كانّ السينمائي الدولي” 2021، والأخرى في مهرجاني فينيسيا وبرلين 2021. أما “عالم السينما”، فيعرض 37 فيلماً غير آسيوي.

تخصّص جائزة للفيلم القصير، وأخرى للوثائقي الآسيوي، في القسم التنافسي “زاوية عريضة”. هناك برنامج “عروض خاصة”، لمخرجين خاصين، تناولوا مواضيع خاصة، منها أفلام فازت مخرجاتها بجوائز، مثل “كفر ناحوم” 2018 لنادين لبكي،

و”وجدة” (2012) لهيفاء المنصور، و”لوح” (2000) لسميرة مخملباف، و”سلام بومباي” (1988) لميرا نائير، و”اليوم الذي أصبحت فيه امرأة” (2000) لمرضية مشكيني.

اختير للافتتاح فيلم كوري، كان قد وقع الاختيار عليه رسمياً لمهرجان كانّ في دورته الملغاة عام 2020، وهو: “الجنة: أرض السعادة”، فيلم العودة للكوري إيم سانغ-سو، بعد 6 أعوام على “أعداء حميميون” (2015). فيلم طريق احتفالي، يمثّل فيه رجلان، النزيل 203، الذي هرب من السجن، وآخر انضم صدفة إليه في رحلته. ومع مبلغ كبير من المال، حصلا عليه صدفة أيضاً، ينطلقان في رحلة، ويحلمان بنهاية سعيدة لحياتهما. قوة إخراجية رائعة، وتمثيل ممتاز، يحوّلان الفيلم إلى سرد عن السعادة الدافئة التي لا مثيل لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى