كريمة مختار تستعيد ذكريات أفلامها مع «سحور سينماتوغراف»
زوجى قدمنى للسينما فى «ثمن الحرية» وكدت أهرب من «الحفيد»
لم أتأثر بفردوس محمد، وعبلة كامل أفضل من أدت دور الأم
القاهرة ـ «سينماتوغراف»: محمد البحيرى
من بين أمهات السينما المصرية يبرز اسم الفنانة كريمة مختار بأدائها السلس ووجهها الهادئ الذى يعبر عن أمهات زمان ممن تسكن الطيبة وجوههن، ومنذ أول أدوارها السينمائية خطفت كريمة مختار أنظار المخرجين بأسلوبها السهل الممتنع، فصارت أما لسعاد حسنى وعادل إمام وأحمد ذكى وغيرهم من نجوم السينما سواء على الشاشة أو بعيدا عنها، فما من ممثل يشاركها عملا فنيا الا ويناديها «ماما كريمة» وتمتد علاقتها بأغلب النجوم حتى بعد إنتهاء التصوير لذلك لاتندهش اذا قالت لك كريمة مختار عن الفنانين الذين عملت معهم «كلهم أولادى» فهذه هى حقيقة مشاعرها نحوهم «أمومة خالصة».
كريمة مختار التى عملت فى برامج الأطفال بالاذاعة، ورفضت عائلتها عملها بالتمثيل، استطاع زوجها المخرج الراحل نور الدمرداش أن يقنعها بالعمل فى السينما وجاء أول أفلامها «ثمن الحرية» بتوقيع زوجها، وتوالت أفلامها ومن أبرزها: الحفيد، وبالوالدين إحسانا، ومضى قطار العمر، أميرة حبى أنا، الشيطان يعظ، يارب ولد، إعدام طالب ثانوى، يارب ولد، الليلة الموعودة، رجل فقد عقله، إمرأة مطلقة، الفرح، ساعة ونصف، وفى كل هذه الافلام جسدت دور الأم بتنويعات مختلفة بين الطيبة والساذجة ونادرا الشريرة، وفى كل تلك الأدوار لم يكن يقنعنا بدور الأم سوى كريمة مختار، ماحكايتها مع هذه الأدوار، وهل كانت فردوس محمد ملهمتها الاولى ومن تراها قادرة على أداء دور الأم ؟، وماحقيقة ماحدث فى فيلم «الحفيد» بينها وبين المخرج عاطف سالم، «سينماتوغراف» التقت كريمة مختار التى رحبت رغم متاعبها الصحية لتكون مع قرائها ومتابعيها في سحور بداية اليوم الأول من شهر رمضان عام 2015.
- كيف جاء دخولك عالم السينما بعد أن اشتهرت من خلال عملك فى الاذاعة مع بابا شارو؟
– كانت أسرتى ترفض عملى بالسينما، ولكن بعد زواجى بالمخرج نور الدمرداش كان له دورا كبيرا فى دخولى عالم السينما، حين رشحنى لفيلم «ثمن الحرية» عام 1964 وكان هذا الفيلم أول عهدى بالسينما، والحق أنه قدمنى للسينما لكنه كان يرحب بعملى مع مخرجين آخرين، ويرى أن ذلك سيضيف خبرات عديدة لى، وهذا ماحدث، ومع ذلك فقد ظل «ثمن الحرية» هو أجمل وأفضل أفلامى.
- لكنك تخصصت تقريبا فى أداء أدوار الأم، ألم تعرض عليك أدوارا بعيدة عنه؟
– تقريبا كل أو معظم الأدوار السينمائية التي شاركت فيها، كنت أجسد دور الأم، وللعلم هذه كانت ظاهرة، أن يقوم الفنان بأداء شخصية واحدة يعرفها الجمهور مقدما فقد كان هذا تحديا كبيرا ، وليس كل ممثل يستطيع فعل ذلك، فمن الصعب أن نجد من يجسد دور واحد كل هذه السنوات. كما أن نجاحي في تجسيد دور الأم، جعل عملنا يتكرر مع المخرج الواحد أكثر من مرة، ولم يكن ذلك ليحدث الا لاقتناع المخرجين بى وقبلهم الجمهور فإن لم أكن على درجة من النجاح والتجاوب مع الناس، لم يكن ليطلب المخرج مشاركتي مرة أخرى فى أعماله الجديدة، وهذا يحسب لي وليس ضدي، كما أن دور الأم يتخذ ملامح مختلفة فى كل مرة فقدمت الأم الشريرة ، لأن الأم يختلف مزاجها كل يوم ولا تمر بوتيرة واحدة.
- فى فيلم الحفيد جسدت الدور الذى قدمته الفنانة تحية كاريوكا فى جزئه الأول «أم العروسة» ألم تشغلك مسألة المقارنة بينكما؟
– الحفيد كان عملا سينمائيا جميلا للغاية وضم فريق عمل رائع، وكنا جميعا نحب الحالة التى كان عليها جو التصوير، ولم يكن فى بالى المقارنة مع تحية كاريوكا، كما كان الأمر كذلك مع عبد المنعم مدبولى وبقية أبطال الفيلم الذى تعرفت من خلاله على المخرج عاطف سالم لأول مرة ، كما أن السيناريو أعجبني جدا وأخذت أستعد جيدا قبل التصوير، كما أن الفيلم طرح قضايا اجتماعية لاتزال تتكرر بأشكال مختلفة، حيث الموظف المتوسط، والأطفال الصغار في المدارس، والعلاقة بين الشباب والفتيات في الجامعة وخارجها، والأزواج الذين يرفضون فكرة الأنجاب، فقد تطرق لمشكلات واقعية تحدث في المجتمع المصري، ولهذا بقى خالدا فى الوجدان يقبل الجمهور على تكرار مشاهدته دون ملل أو زهقأ ولعلى لا أذيع سرا، فقد كدت أترك الفيلم بعد أيام من بدء التصوير حيث اختلف المخرج عاطف سالم معي ولم يعجبه طريقة نطقى لبعض الكلمات ومنها كلمة «بوفتيك» وقد تغير وجهه وشعر بالضيق الشديد أثناء التصوير لأنه يرى أن ذلك يؤثر على الفيلم الخام لتكرار الاعادة حسب رؤيته، فذهبت وقتها إلي عبد المنعم مدبولي وقلت له:ريا أستاذ انا لن أكمل الفيلم وسأترك التصوير، وحينما عرف سبب غضبى توجه إلى المخرج مسرعا وتحدث معه حتى استطاع حل المشكلة.
- وماذا عن فيلمك «وبالوالدين إحسانا»؟
– هذا الفيلم تأثرت به كثيرا لاسيما خلال فترة التصوير، ومن المواقف التى لازلت أذكرها ثورة المخرج حسن الامام على بشدة عندما جاءنى أثناء التصوير وطلب مني أن أرقص في الفيلم، فقلت له «لا أعرف أرقص.. ممكن أصفق او أزغرد، لكن الرقص لا»، فصرخ وتعصب بشدة واستدعى ممثلة من الكومبارس حتى تعلمني الرقص وبعد ذلك قمت بعمل حركات إيقاعية بسيطة حتى لا يغضب.
- وهل تاثرتي بالفنانة فردوس محمد فى أدائها لدور الأم ؟
– لا لم أتأثر لأننى لم أكن أشاهد أفلام السينما فلم يكن مسموحا لى بدخول السينما.
- بين أول أفلامك «ثمن الحرية»، وأحدثها «ساعة ونصف»،سنوات طويلة، ماحجم الاختلاف الذى تلمسينه فى السينما؟ وهل تفضلين أفلام الستينات؟
– هناك اختلافات كثيرة في جميع النواحي، سواء في التصوير أو الإخراج أو حتى الأداء، المجتمع نفسه تغير وزادت مشاكله، ولا نستطيع أن نقول أن أفلام الستينات أفضل من الحالية أو العكس، فكل فترة ولها مشاكلها وهمومها، وإيجابياتها وسلبياتها التى تختلف عن الأخرى.
- ومن هي الممثلة التي تشعرين أنها نجحت فى أداء دور الام ؟
– عبلة كامل، فهى تقنعني دائما بكل دور تؤديه، لأن مساحة المعايشة الصادقة عندها كبيرة مما ينعكس على أدائها.