Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
حوارات

كيت بلانشيت: أصعب أدواري أداء شخصية المعلمة أمام ابنتي التي يبلغ عمرها  7 سنوات

 الوكالات ـ «سينماتوغراف»

كيت بلانشيت، ممثلة بارزة وهي من ضمن مجموعة محدودة من نجوم هوليوود الذين فازوا بجائزتي أوسكار للتمثيل. ويصادف هذا العام مرور ثلاثة عقود على أول دور لها على الإطلاق، وقد كان على خشبة المسرح في سيدني أمام الممثل جيفري راش الأسترالي في مسرحية “أوليانا“.

ومع أفلام مثل “سيد الخواتم”، و”إليزابيث”، و”الطيار”، فلا شك أن لديها مسيرة مهنية رائعة.

ولكن في عام 2020، لعبت كيت دوراً خاصاً جداً، وإن كان لن يتسنى لأي منا أن يشاهده.

كان ذلك بسبب ابنتها إيديث التي يبلغ عمرها سبع سنوات، والتي كانت لديها مطالب وشروط خاصة صارمة بخصوص التعليم في المنزل أثناء فترة الإغلاق.

تضحك الممثلة الشهيرة التي يبلغ عمرها 52 عاماً وهي تقول “لم تكن تسمح لي بتدريسها الرياضيات أو القراءة والكتابة على الإطلاق إلا إذا ارتديت ملابس مثل التي ترتديها معلمتها وتحدثت بصوتها“.

وتضيف “كان علي أن أدرّس أيضاً مجموعة من الدمى المحشية التي تمثل حيوانات. ولم يكن ذلك عرضاً مني، وإنما بناء على طلب خاص منها“.

نطلب منها سماع نموذج لأدائها بصوت المعلمة، فترفض على الفور قائلة “السيدة فينابلز كيرك؟ لا. لقد كان صعباً للغاية بالنسبة لي. السيدة فينابلز كيرك ذهبت إلى النوم. لقد كانت معلمتها حينها. إنها قديسة“.

وتقول بلانشيت إن محاولاتها تدريس أطفالها الأربعة في المنزل جعلتها هي شخصياً تتعلم أكبر قدر ممكن خلال الإغلاق. “الشيء الأهم الذي ادركته حقاً هو مدى روعة المدرسين. إنه وضع صعب بطبيعته حيث يتعين عليك الوقوف أمام فصل مكون من 30 تلميذاً وغالباً غير مهتمين بالمتابعة، ومحاولة جعلهم ينخرطون في دراسة تاريخ العصور الوسطى“.

وقد أمضت كيت ما يقارب السنة أثناء الإغلاق في منزل العائلة في إيست ساسيكس في جنوب شرقي إنجلترا “مع الخنازير والدجاج ومشاهدة مسلسل السوبرانو. كنت سعيدة بنهاية المسلسل، باستثناء فكرة أنه قد انتهى بالفعل”، كما تقول.

وتقيم الممثلة الأسترالية في الريف الإنجليزي مع عائلتها وزوجها الكاتب الإنجليزي- الأسترالي أندرو أبتون منذ عام 2016.

لم يكن لعب دور السيدة فينابلز كيرك أمام جمهور مؤلف من شخص واحد هو الدور الوحيد الذي أدته كيت بلانشيت في عام 2020. فعندما بدأ الإغلاق في مارس من ذلك العام، كانت قد أكملت للتو تصوير دورها في فيلم “زقاق الكوابيس” Nightmare Alley، الذي ينزل إلى صالات العرض في بريطانيا هذا الأسبوع، وهو أول فيلم للمخرج غيليرمو ديل تورو منذ فيلم “شكل الماء” الذي نال جائزة الأوسكار لأفضل فيلم قبل أربع سنوات.

ويستند فيلم الإثارة والتشويق “زقاق الكوابيس” إلى رواية صدرت بنفس الإسم عام 1964، واقتبس عنها فيلم في العام التالي لصدورها، وينتمي الفيلم إلى موجة “نيو نوار” أي “الأفلام السوداء الجديدة” وهو اسم يطلق على أفلام الجريمة الدرامية، وتلعب فيه كيت دور محللة نفسية تتشابك حياتها مع قارئ أفكار يعمل في سيرك، ويقوم بدوره برادلي كوبر.

ووصفت مجلة “هوليوود ريبورتر” الفيلم بأنه “متألق ومصنوع بإتقان، وأحد أكثر أعمال ديل تورو سلاسة“.

ومع ذلك، فإن طول الفيلم الذي يبلغ ساعتين ونصف لم يرق للجميع، وجاء في تعليق صحيفة “ذا نيويوركر” على الفيلم “الديكور المبالغ به والتمثيل المبالغ به أيضا يقودان فقط إلى تشتيت الانتباه عن الحكاية الطويلة بشكل رهيب“.

لكن كيت بلانشيت، التي رشحت لجوائز نقابة ممثلي الشاشة عن أدائها، تعتقد أن الفيلم على الرغم من أن أحداثه تجري في الأربعينيات، إلا أن موضوعه المتعلق بالخداع حديث للغاية.

وتقول “في عالم اليوم، مواجهة الحقيقة أمر خطير للغاية، وهو يشبه ألعاب السيرك”. وتضيف “نحن مرعوبون من الحقيقة. وبطريقة ما أصبحت فكرة الحقيقة مسيّسة، وتستخدم ليس لإبعادنا عن بعضنا فقط، أو لإبعاد مجتمع عن آخر، ولكن لإبعادنا عن أنفسنا أيضا“.

وتقول “أعتقد أن’ زقاق الكوابيس’ يتعامل مع اللحظة المرعبة التي تبدأ فيها بتصديق الكذبة، بدلاً من أن تعيش في الحقيقة العلمية الثابتة“.

وتعتبر كيت من أكثر ممثلات هوليوود نيلاً للإشادة، سواء من قبل النقاد أو من زملائها. والعام الماضي، قال عنها جورج كلوني إنها “أفضل ممثلة في جيلها“.

وقد نالت كيت جائزة الأوسكار عن أدائها في فيلمي “الطيار” و”ياسمين أزرق”، ولعبت دور البطولة في “كارول”، و”أوشن 8″، و”بابل”، و”ملاحظات حول فضيحة“.

وهذا ليس الفيلم الجديد الوحيد الذي يحمل رسالة وتشارك فيه كيت بلانشيت. فخلال فترة عيد الميلاد، حقق فيلم “لا تنظر إلى الأعلى” الذي شارك فيه مجموعة من النجوم، ولعبت فيه كيت دور مذيعة أخبار في التلفزيون، أرقاما قياسية جديدة في تاريخ نتفليكس من حيث ساعات مشاهدة الفيلم في أسبوع واحد.

وأثار الفيلم انقساماً في آراء النقاد بنفس الطريقة التي يهدد بها المذنب في الفيلم بتقسيم الأرض. وقد استمتعت كيت بلانشيت بالطريقة التي استقطب بها الفيلم الناس.

تقول “حين كنا نعمل في الفيلم شعرت أن الأمر كأنه سخرية وانتقاد، ولكن مع مرور الأسابيع والأشهر، بدا لي وبشكل متزايد وكأنه فيلم وثائقي“.

وتضيف “في مرحلة ما، بعد بدء التصوير، أرسلت رسالة نصية إلى آدم مكاي، كاتب الفيلم ومخرجه، قلت فيها ‘هل لديك كرة بلورية، لأنني سمعت للتو أن هناك نيزكاً يتجه نحو مدار الأرض، وهناك حديث حول إرسال الصينيين صواريخ لاعتراضه؟ أليس هذا ما يحدث في الفيلم؟‘”.

لكن في حين كانت مشاهدة “لا تنظر إلى الأعلى” متاحة في المنزل، يعرض فيلم “زقاق الكوابيس” في دور السينما حصرياً. وكان عرضه الافتتاحي في الولايات المتحدة في نفس الأسبوع الذي عرض فيه فيلم “سبايدرمان: لا عودة إلى الوطن”، وبالكاد وصل “زقاق الكوابيس” إلى المركز السابع في شباك التذاكر، وفشل في عبور حد 10 ملايين دولار، بينما أصبح فيلم سبايدرمان أحد أكبر عشرة أفلام في كل العصور.

وترفض بلانشيت فكرة أن هذا هو المسار الذي تتجه إليه السينما – حيث تجذب أفلام الحركة جماهير ضخمة، وأن الناس يفضلون الانتظار ومشاهدة كل شيء آخر تقريبا وهم في غرف معيشتهم المريحة.

تقول كيت “أنا شخصياً أفتقد الجلوس في الظلام مع غرباء، أفتقد حضور حفلات الموسيقى الحية والذهاب إلى المسرح والسينما. ربما أكون متفائلة للغاية، لكني ما زلت آمل أنه عندما تستقر الأمور قليلاً، أعتقد أن الناس سيتوقون إلى رؤية الأعمال كبيرة على شاشة صالات السينما، لذا فما يبدو وضعاً كارثياً بالنسبة للسينما الآن يمكن أن يكون في الواقع إيجابيا“.

وتشرح ذلك قائلة “كانت الأمور متأرجحة بالنسبة للعديد من دور السينما المستقلة والانتاجات السينمائية الأصغر في فترة ما قبل الجائحة. أعتقد أنها فرصة لصناعة السينما لإعادة النظر في من هو جمهورها حقا، وكيف يمكن استعادة ذلك الجمهور وتنشيطه. ربما بمزيد من أفلام الكبار مثل “زقاق الكوابيس”، إنه سينما خالصة“.

وتضيف “أعني غيليرمو ديل تورو، إنه وحش السينما. إنهم (صانعو الأفلام) في ذلك المكان الدقيق حيث تأمل حقاً في أن يدرك الناس أن التجربة تكون أكثر ثراء عند رؤيتها على الشاشة الكبيرة“.

بعد التطرق إلى مستقبل السينما، وطبيعة الحقيقة، ومدى صعوبة أن تكون معلمة، يبقى أن نسأل كيت بلانشيت عن القضايا الكبيرة الأخرى التي تزعجها. ولم تخيب الظن.

تبتسم وهي تقول “أحاول أن أكون هادئة وأعتمد على الحدس، الأمر الذي قد يكون مزعجا جدا بالنسبة لأشخاص آخرين. ولكن بخلاف ذلك، إنها الأشياء المعتادة، نافخ الأوراق اليابسة، والأكياس البلاستيكية، والأشخاص الذين يستخدمون نفس السكين في قطرميز المربى وقالب الزبدة. إنه أمر مزعج حقا، لا سيما عندما تريد دهن صلصلة الفيجيمايت (صلصة أسترالية مشهورة) على شرائح الخبز المحمص، ولا تريد أن يكون قدرا من المربى مختلطا بالزبدة“.

إنه ربما الوقت المناسب لإرسال رسالة نصية جديدة لآدم مكاي لإقناعه بأن يباشر جمع فريق تمثيل يضم العديد من النجوم، ليبدأ بحل القضايا الأكثر إلحاحا.

تجيب كيت ضاحكة “نعم، بالطبع. الأشياء الكبيرة المهمة حقا“.

فيلم “زقاق الكوابيس” سينزل إلى صالات العرض في بريطانيا يوم غد الجمعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى