«مؤبد مفتوح» يثير قضية عميد الأسري الفلسطينيين في سجون اسرائيل
«الإسكندرية» ـ انتصار دردير
ستظل قضية الأسري الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية قضية حياة طالما هناك ما يزيد عن 1000 اأسير قيد الحجز، وطالما كانت السجون الاسرائيلية تستقبل كل يوم مزيدا من الفلسطينيين دون ذنب ولا جريمة. وقد فجرت المخرجة الفلسطينية مي المصري في فيلمها الاخير «3000 ليلة» قضية الاسيرات الفلسطينيات، وقد عرض مساء أمس بمهرجان الاسكندرية السينمائي الفيلم التسجيلي الطويل «مؤبد مفتوح» للمخرج فايق جرادة ، الذي يتعرض لمأساة كريم يونس عميد الأسري الفلسطينيين الذي تم الزج به في السجن منذ 33 عاما، وكان عمره وقتها العشرين والان صار عمره 53 عاما، وكان لا يزال طالبا بالجامعة، لكنه استطاع وهو بالسجن ان ينهي دراسته الجامعية والدراسات العليا ويؤلف الكتب ويصبح نموذجا وقدوة للشباب الفلسطيني.
ويتعرض الفيلم في مشاهد مؤثرة لأسرة كريم وخاصة والدته العجوز صبحية وهبي التي تعيش علي أمل الافراج عنه وعودته اليها، والتي تتحدث وحزنا دفينا يطل من عينيها لكنها تخفي دموعها وتحاول ان تبدو قوية وهي تقول ربنا قادر علي كل شئ، وتخشي ان تموت قبل ان تكتحل عينيها برؤيته مثلما توفي ابيه يوم اعتقاله، يتحدث في الفيلم اشقائه الذين ينتظرون عودته واصدقائه وشخصيات فلسطينية تروي كيف فشلت كل مفاوضات قضية الاسري في الافراج عن كريم يونس الذي تم تلفيق تهمة له عام 1982 في عملية فدائية قتل فيها جندي اسرائيلي.
وخلال الندوة التي اقيمت عقب عرض الفيلم وادارتها الناقدة ناهد صلاح، مؤكدة ان كريم يونس صار ايقونة الشباب الفلسطيني الذين يقرأون كتبه ويستمدون منه الشجاعة ويعتبرونه رمز من رموز المقاومة، ودخلت المخرجة الكبيرة انعام محمد علي في حوار مع المخرج حول أزمة كريم ولماذا لايفرج عنه بعد كل هذه السنوات وسألت عن ظروف الانتاج السينمائي في فلسطين.
قال المخرج فايق جرادة ان كل مفاوضات الافراج عن الاسري تتجاوز قضية كريم يونس لأنه من عرب 48 الذين نصت اتفاقية اوسلو علي انهم يعاملوا كمواطنين اسرائيليين، هم فلسطينيين وكان منهم محمود درويش وسميح القاسم لكن الاتفاقية عصفت بهم. واضاف المخرج قائلا ان قضية الاسري صارت من الثوابت مثلها مثل قضية المياه والحدود وفي كل مفاوضات حول الاسري كان يستثني عرب 48 منها وفقا لاوسلو. وحول انتاج الفيلم اكد جرادة ان الامر كان معقدا جدا وتخضع لموافقات امنية تأخذ شهورا طويلة، مؤكدا انهم كان بامكانهم تصوير كريم في الفيلم ونجحوا في توصيل موبايل لتصويره لكنه تراجع عن ذلك خوفا علي كريم ومايمكن ان يتعرض له داخل السجن اذا تم ذلك.
وتحدث الناقد د. ياقوت الديب عن الفيلم قائلا انه نقل واقعا مرا وتساءل كيف يستثني عرب 48 من مفاوضات الاسري واشاد بقدرة الام في مشاهد الفيلم علي التماسك مما يؤكد صلابة المرأة الفلسطينية، وشعور الام بأن ابنها هو اخطر واقوي فلسطيني ويكفي انه صار رمزا لكل الشباب في فلسطين.
واشاد الناقد د. وليد سيف بالفيلم مؤكدا انه يحمل لغة سينمائية وبساطة وتواصل بين اللقطات وزاوية الصورة، كما عمل علي خلق حالة من التنوع البصري واثني على المخرج الذي بذل جهدا كبيرا في المونتاج ليخرج الفيلم علي هذه الصورة التي تعطي املا واصرارا.
وختمت المخرجة انعام محمد علي الندوة بقولها لقد اختنقت دموعي وانا اتابع الفيلم وشعرت بمدي الظلم الذي يتعرض له اشقائنا الفلسطينيين، ويجب ان تتواصل المطالبة بالافراج عن كريم يونس وامثاله من الفلسطينيي المعتقلين في السجون الاسرائيلية.