محمد لخضر حامينه يهرب إلي أميركا
بعد أن واجه أزمة فى فرنسا يترشح فيلمه «غروب الظلال» للأوسكار
«سينماتوغراف» ـ الجزائر: وردة ربيع
يشارك الفيلم الروائي الجديد “غروب الظلال ” للمخرج الجزائري محمد لخضر حامينه في الترشيحات لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم أجنبى 2015 على أن يبدأ عرضه بدور السينما بالجزائر مع مطلع العام الجديد، بينما يواجه الفيلم صعوبات في توزيعه بفرنسا خاصة وأنه لم يعرض في الدورة الماضية من مهرجان كان، بعد أن أرسلت إدارة المهرجان رسالة لمخرجه جاء فيها : أن لجنة تحكيم إدارة مهرجان “كان” تجد فيلم “غروب الظلال” جيدا من الناحية الإخراجية والفنية، لكن الرسائل القوية التي يبعث بها العمل كانت جريئة، وهو ما اعتبره المخرج الجزائري خرقا لقوانين مهرجان “كان” الذي أسس على مبدأ دعم الحقيقة في الأفلام. لذلك قرر لخضر حامينه سحب فيلمه من المشاركة في مهرجان “كان” قبل أيام من إعلان قائمة المسابقة الرسمية، حيث يدين الفيلم بشدة الاستعمار الفرنسي فترة إحتلاله للجزائر وهو ما أزعج فرنسا، مما دفع أطرافا في لجنة التحكيم للقيام بالتشويش على العمل، بينما يتجه مخرجه لعرضه بالولايات الأمريكية المتحدة، التي سيترشح فيها للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى لعام 2015 .
“غروب الظلال” يتعرض لمجموعة من المحطات التي ارتبطت بتاريخ ثورة الجزائر، كما يقدم حامينه من خلاله صورا مبهرة للصحراء الجزائرية العذراء أذ تنقلت كاميراته بخفة عالية بين الكثبان الرملية تارة، وبين العروق الجبلية تارة أخرى، وبين الواحات المترامية تارة ثالثة أبرز فيها صاحب “السعفة الذهبية” الجانب الإنساني من خلال قصة حقيقية جسدتها ثلاث شخصيات مختلفة، لكل شخصية فكرها وثقافتها، الأول “خالد”وهو مجاهد من الجالية الجزائرية في فرنسا وخريج جامعة السوربون وقام بآداء دوره “سمير بواتار”، والثانى “سانتوناك” رائد بالجيش الفرنسي يعتقد بأنّ الجزائر فرنسية، وجسد دوره الممثل الفرنسي لوران هانكان والثالث “لامبير” جندي فرنسي مناصر للقضية الجزائرية وجسد دوره “نيكولا بريديه”. فبينما يقرر خالد العودة إلى الوطن لمحاربة الاستعمار الفرنسي برفقة مجاهدين ينتمون إلى الجالية الجزائرية في فرنسا وفور بدء عملياتهم ضد المستعمر الفرنسي ألقي القبض عليهم، وأعدموا جميعا إلا “خالد” بمساعدة من “لامبير” الذي رفض الرضوخ لقائده “سانتوناك”، وخلال إحدى عمليات رفض لامبير أن يعدم خالد يقوم بتجريد الرائد من سلاحه ثم يفرّ صوب الصحراء برفقة خالد و”سانتوناك”، لتبدأ قصة أخرى بين الثلاثة، وسط معاناتهم الشديدة في الصحراء فلم يبق إلا الضمير والإنسانية للتغلب على الصعاب، وبالتالي فأحيانا يتشاجر خالد وسانتوناك ويصلح بينهما لامبير وأحيانا يتوافقان، لكن مع احتفاظ كل منهما بقناعته وقضيته، فخالد أنقذ سانتوناك من الموت والثاني فعل نفس الشيء وعندما وجدوا مكانا للعبادة عبارة عن مجموعة من الحجارة تشكل دائرة، فصلى “خالد” و”سانوتناك” وفق لديانة كلا منهما، مما يعكس الجانب الإنساني الذي ركزّ عليه حامينه، وتستمر رحلة العذاب وسط الصحراء، على أمل الوصول إلى المغرب، غير أنّ المنطقة المحرمة حيث فجرت فرنسا قنبلتها الذرية خمسينات القرن الماضى، كانت نهاية لـهم، وكأن حامينه استعرض كل هذا الجمال ليوضح لنا، كيف قامت فرنسا بإغتصاب تلك الطبيعة البكر بتجربة النووي فيها.