مدير التصوير المصري سعيد شيمي.. «حكاية من الزمن الجميل»
هاشم النحاس : أحدث نقلة فى تصوير الأفلام تحت الماء وأخرجها من الديكورات الى الشارع
ياقوت الديب : أصدر 18 كتابا عن السينما صارت مرجعا هاما لمحبي التصوير
«سينماتوغراف» ـ انتصار دردير
هو شاعر الكاميرا وأحد عشاقها ومن أكبر مديرى التصوير السينمائى فى مصر، ومن أوائل مديرى التصوير الذين خاضوا تجربة التصوير تحت الماء، وقد أثرى المكتبة السينمائية بعدد كبير من مؤلفاته، وخلال ندوة تكريمه بمهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة التى عقدت بقصر الثقافة، تبارى السينمائيون فى تناول الدور المهم الذى لعبه سعيد شيمى فى السينما المصرية من خلال مشوار طويل قام خلاله بتصوير نحو 74 فيلم تسجيلى، 108 فيلم روائى، كما أصدر 18 كتابا تمثل مراجع مهمة لكل دارسى السينما، وخاض تجربة الاخراج السينمائى بفيلمين قصيرين.
كشف سعيد شيمى عن كثير من ملامح تجربته فى السينما مؤكدا أنه عشق التصوير والسينما وقال انا مصور محترف ومخرج هاو، خطواته الأولى بدأت حينما قرأ وهو طالب عن قرار الدولة بانشاء معهد متخخص لتدريس السينما سارع بتقديم اوراقه لكن تم رفض قبوله على مدى ثلاث سنوات فاتجه لدراسة التاريخ بكلية الآداب، وانضم لجمعية الفيلم التى تعرف فيها على الناقد السينمائى أحمد الحضرى الذى أقنعه بتقديم أوراقه من جديد للمعهد فنجح متصدرا المركز الأول وظل يحصل على تقدير عال طوال سنوات الدراسة، وقد بدأ مشواره مع التصوير من خلال الفيلم التسجيلى التى تعلم منها كيف يتعامل مع الفيلم وفقا للامكانات المتاحة، ثم اتجه الى الأفلام الروائية وقد أعطته تجربته التسجيلية دفعة كبيرة ليحدث تغييرا نوعيا فى الأفلام حينما خرج بالكاميرا الى الشارع لتصبح أكثر واقعية، بعد أن كانت أغلب مشاهدها فى الاستديو.
منذ شاهد سعيد شيمى أحد أفلام النجمة ايستر وليامز فى خمسينات القرن الماضى والتى جرى تصوير بعض مشاهدها تحت الماء وهو يحلم بالتصوير تحت الماء، وحين ذهب الى سيناء بعد تحريرها لتصوير فيلم «اعدام ميت» مع المخرج على عبد الخالق، ذهب الى مراكز الغوص والتقى ببعض مدربى الغوص الأجانب وقرر أن يتدرب على الغوص هو والمخرج الراحل نادر جلال وتحدث شيمى عن ذلك قائلا: حين تعلمت الغوص حدث لى مايشبه الانبهار من هذا السحر البديع، وصرت أكثر اصرارا على ضرورة تجربة التصوير تحت الماء، وعملت على تطوير الكاميرا مع المصور الكبير أوهان، وفى عام 1982 صورت فيلم «استغاثة من العالم الآخر» وكان يتضمن عدة مشاهد تحت الماء وقمت بعمل صندوق زجاجى والتصوير فى حمام سباحة، وقد تطورت الكاميرات بشكل رهيب وصارت الصغيرة منها قادرة على التصوير السينمائى والفيديو والتصوير تحت الماء، وهو يحتاج تدريب وفهم لان الخطأ فيه قد يفقد المصور حياته.
وكان سعيد قد صور أفلام الطريق الى إيلات، جريمة فى الاعماق، جحيم تحت الماء التى اعتمدت على تصوير كثير من مشاهدها تحت الماء.
وخلال الندوة تحدث المخرج هشام النحاس قائلا أن سعيد شيمى يستحق التكريم وأكثر لانجازه فى مجال التصوير على عدة محاور، الاول لاحداثه النقلة النوعية فى السينما واخراجها من الديكورات الى الشارع لتصبح أصدق واكثر واقعية وهو الدور الذى لعبه ومدير التصوير محمود عبد السميع، وروى النحاس عن عمل سعيد شيمى معه فى فيلم «آياد عربية» مؤكدا انه مستعد للتضحية بحياته من أجل تصوير المشهد كما يراه، أما الملمح الثانى فى مشوار سعيد شيمى فهو أنه كان أول مصور سينمائى يقوم بالتصوير تحت الماء، الملمح الثالث يتمثل فى الكتب التى أصدرها عن التصوير السينمائى والتى يكتبها ببساطة وسهولة ويسر، مشيرا الى ان أول كتاب له «التصوير تحت الماء» صدر خلال رئاسته لسلسلة الكتاب السينمائى، والملمح الرابع كما لخصه النحاس يتمثل فى قيام سعيد شيمى بالتدريس، فهو واحد من الفنانين القلائل الذين يحرصون على نقل خبراتهم بسعادة للاجيال الجديدة.
وتحدث المخرج على الغازولى عن سعيد شيمى مشيدا بريادته فى مجال التصوير السينمائى تحت الماء، وقد بدأها فى وقت لم تكن تتوافر فيه اجهزة فى مصر تساعد على ذلك، وأشاد الناقد هشام لاشين بدأب المصور الكبير ونجاحه الذى لم يأت من فراغ، فشيمى لاينسى فضل أساتذته وكل من ساعدوه وهو لايتوانى فى أى موقف عن التعبير عن ذلك، كما أنه اعتاد العطاء بحرصه على نقل خبراته لأجيال جديدة، فهكذا يكون الكبار الذين يذوبون عشقا فى عملهم.
وقال المخرج التسجيلى سمير عوف أن سعيد شيمى له فضل كبير فى حياتى، وهو أيقونة الخير، وصاحب وجه بشوش للغاية وقد أنقذنى من ابتعاد فرض على حينما تأخر انتاج مشروع فيلمى «فرسان الفضاء» لثلاث سنوات وحينما علم سعيد بذلك قال لهم كيف تؤجلون مشروع لسمير عوف، وقد لفت نظرهم لذلك، وشهد الفيلم اول تعاون بينهما حيث حمل توقيع سعيد شيمى كمدير تصوير له. وأكد مدير التصوير محمود عبد السميع أن علاقة صداقة جمعتهما طوال فترة عكلهما بالسينما.
فى حين أشاد الناقد ياقوت الديب بقدرات شيمى المتعددة لدرجة ان ينجح فى اصدار 18 كتابا عن السينما صارت مرجعا هاما لكل طلاب ومحبى التصوير السينمائى، مضيفا انه يعتبره خمسة فنانين فى فنان واحد، فيما قال الناقد الكبير أحمد الحضرى ان سعيد شيمى صاحب مبادرات عديدة سواء فى تصوير افلامه التسجيلية والروائية الطويلة أو فى اتجاهه للتدريس ليساهم فى توجيه أجيال عديدة من مصورى السينما الموهوبين، وفى نهاية ندوة تكريمه تم عرض الفيلم التسجيلى «حكاية من الزمن الجميل» الذى اخرجه سعيد شيمى وصوره ابنه مدير التصوير شريف شيمى والفيلم يروى بطولة محمد مهران البطل الفدائى المصرى خلال حرب 1956.