«مركز معلومات مصري» يصدر تحليلاً عن تأثير مشاهدة أفلام الرسوم المتحركة على سلوك الأطفال
«سينماتوغراف» ـ متابعات
أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، تحليلاً معلوماتيًا حول الأفلام الكرتونية ومدى تأثير مشاهدتها على السلوك الاجتماعي للأطفال، حيث أوضح المركز في تحليله أنه مع تطور وتنوع تقنيات التواصل والاتصال، فقد أصبح الطفل في مراحل الطفولة المختلفة جمهورًا مستهدفًا، ويعد الكرتون سلاحًا ذا حدين؛ حيث يمكن أن يدمر الأطفال من خلال التعرض المفرط لمحتوى العنف وغيره من السلبيات، أو يمكن أن يساعد في تربية طفل متوازن بحالة نفسية سليمة، كما أنه يمكن أن تكون الرسوم المتحركة بمثابة مدرسة منزلية، لتعليم الطفل تجربة الحياة.
وأشار مركز المعلومات إلى أن الدراسات أوضحت أن 78% من الأطفال يعانون من آثار نفسية بعد مشاهدة الرسوم المتحركة، بينما يعاني البعض الآخر من آثار نفسية أقل، فحينما يولي الأطفال مزيدًا من الاهتمام لشخصيات الرسوم المتحركة، فإن ذلك يؤثر أيضًا على العملية المعرفية لديهم، فحوالي 70% من الأطفال يغيروا لغتهم بعد مشاهدة الرسوم المتحركة، بالإضافة إلى ذلك فقد أثبتت الدراسات أن 70% من الأطفال أيضًا تغير سلوكهم بعد مشاهدة الأفلام الكرتونية، حيث يظهرون سلوكًا عدوانيًّا ويستخدمون الأساليب نفسها التي شاهدوها من خلال الرسوم المتحركة.
وقامت شركة «كاسبرسكي» Kaspersky بدراسة تكشف ماذا يفعل الأطفال أثناء وقت فراغهم، والتي قامت بفحص محتويات صفحات الويب التي يحاول الأطفال زيارتها خلال الفترة من مايو 2020 إلى أبريل 2021 عن طريق هواتفهم الذكية، حيث أظهرت الدراسة أنه خلال السنوات القليلة الماضية، ازدادت حصة فئة «البرامج والصوت والفيديو» بشكل مطرد وبلغت نسبة استخدامها 44.38% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي والتي سجلت 40%، كما جاء موقع «يوتيوب» في مقدمة اهتمامات الأطفال في جميع أنحاء العالم خلال فترة الدراسة (مايو 2020 – أبريل 2021) بنسبة 32.17%، وهو ما يؤكد أن «اليوتيوب» YouTube كان الخدمة الأكثر طلبًا بين الأطفال، ووفقًا لبيانات شركة «كاسبرسكي» Kaspersky، فإن أكثر زوار منصات الفيديو تكرارًا كانوا من الأطفال في جنوب آسيا، بنسبة 53.19%، تليها إفريقيا والوطن العربي في المرتبة الثانية والثالثة بنسبة 51.28% و48.13% على التوالي، بينما تقل نسبة استخدام الأطفال في أوروبا لمنصات الفيديو من أجهزة الكمبيوتر.
وجاءت الهند في مقدمة الدول التي يستخدم أطفالها مواقع «البرامج والصوت والفيديو» وفقًا للدول، بنسبة 54.91%، تليها السعودية وجنوب إفريقيا بنسبة 52.09% و51.87% على التوالي، في حين يفضل 41.23% من الأطفال في مصر قضاء الوقت في مشاهدة مقاطع الفيديو على أجهزة الكمبيوتر، و41.08% في الاتحاد الروسي و40.14% في كازاخستان، و40.12% في بريطانيا العظمى، كما يقضي الأطفال في العالم العربي وأمريكا الشمالية وقتًا أطول في مشاهدة مقاطع الفيديو على تطبيق «اليوتيوب» YouTube للجوّال مقارنةً بالأطفال في أوروبا ورابطة الدول المستقلة.
ووفقًا لبحث أكاديمي بجامعة «ميتشجن»، لخص محتوى الرسوم المتحركة في جداول الأطفال، فقد أشار إلى أن الأطفال في الفئة العمرية (2 – 5) سنوات يقضون في مشاهدة الرسوم المتحركة مدة 32 ساعة أسبوعيًا، أما الأطفال في الفئة العمرية (6- 11) سنة فيشاهدون الرسوم المتحركة لمدة 28 ساعة أسبوعيًا، و71% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عامًا لديهم تلفاز في غرفهم، و53% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 7 و12 عامًا لا يخضعون لمراقبة أبوية لما يشاهدونه على التلفاز.
وأشار المركز إلى أن الأطفال يميلون إلى مشاهدة الرسوم المتحركة في أي وقت خلال اليوم، حتى أن الفيلم نفسه من الممكن أن يتم مشاهدته عدة مرات، وفي الوقت الحاضر، هناك قنوات تلفزيونية تبث الرسوم المتحركة بشكل مستمر، والتي قد يكون لها تأثيرات إيجابية وسلبية على سلوك الأطفال، حيث أفادت الدراسات أن 41% من الأطفال يشاهدون الرسوم المتحركة من أجل المتعة و23% يشاهدون الكرتون للتأثر بحركة الرسوم المتحركة والشخصيات الكرتونية، و17% فقط من الأطفال يشاهدون الكرتون من أجل التعلم، وقد أشارت النتائج إلى أن الأطفال الذين يشاهدون الرسوم المتحركة يظهرون مستوى عاليًا من اكتساب اللغة والتطور المعرفي، لكنهم يظهرون أيضًا بعض السلوك العدواني والعنيف مع أشقائهم وأصدقائهم في بعض الأحيان، حيث يُظهر بعض الأطفال أيضًا سلوكًا معاديًا للمجتمع نتيجة تقليد الكرتون، وفى بعض الأحيان يصبحون متعصبين أكثر من اللازم في حياتهم الحقيقية، مع زيادة احتمال تعرضهم لمشكلات الانتباه واضطراب اللغة والسلوك الشبيه بالتوحد.
وقد يكون للأفلام الكرتونية تأثيرات إيجابية، فمن الناحية الاجتماعية، من الممكن استخدام الرسوم المتحركة بشكل إيجابي لتعليم الطفل كيفية التحكم في أعصابه، وطاعة والديه، والتحدث بطريقة مهذبة، أو مساعدة الفقراء وكبار السن ومد يد العون لصغار السن، وكيفية العمل في مجموعة دون الشعور بالكراهية أو أن يغار من زملائه، أما المهارات، فمن الممكن أن يؤثر محتوى الرسوم المتحركة إيجابًا من خلال تعليم الطفل الصغير كيف يكون قائدًا، وكيف يحلل المشكلات بطريقة علمية، وكيف يدير المخاطر، أو يجعل الطفل محبًا للرياضة ويعرف فوائدها، هذا بالإضافة إلى أن الرسوم المتحركة تعد مصدرًا للتخفيف من التوتر والمتعة، وفيما يتعلق بتجربة الحياة، والتعرف على العالم بشكل عام، فمن الممكن أن تؤدي الرسوم المتحركة إلى إدراك الطفل لمخاطر البيئة المحيطة به مثل مخاطر المرتفعات والنيران والكهرباء وعبور الطرق ويمكن أن تعلمه أيضًا مهارات الكشافة، مثل كيفية التصرف في البرية، أو التعامل مع الجروح، الأمر الذي قد يؤدي إلى تنمية التفكير والخيال وحل المشكلات والإبداع، وغيرها.
أما استنتاجات علماء النفس عن الآثار السلبية للرسوم المتحركة على الأطفال فقد أكدت أن الإفراط في مشاهدة التلفاز قد يؤدي إلى السمنة المفرطة، كما أن الأطفال قد يبدون عادةً سلوكًا محفوفًا بالمخاطر، على سبيل المثال، التدخين وشرب الكحوليات، والقفز من المرتفعات، أو سرقة أشياء في سبيل أن يكون مشهدًا مضحكًا، أو قيادة سيارة أو العبث أثناء وقت الجد في سبيل أن يكون مشهدًا مضحكًا، ووفقًا للأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين (AACAP) فقد أكدت أن التلفاز يؤثر على سلوك الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم سنة واحدة، حيث إن الأطفال الذين يشاهدون العروض التي تتضمن مشاهد العنف، من المرجح أن يقلدوا ما يرونه، فهم ما يزالون غير متحكمين في عقولهم وأجسادهم.
وفى هذا الإطار، أشار المركز إلى مجموعة من التوصيات والآليات لمواجهة المخاطر السلبية لمشاهدة الأفلام الكرتونية على الأطفال ومنها ضرورة إيلاء الآباء المزيد من الاهتمام باختيار الرسوم المتحركة المناسبة لأطفالهم والتي يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي عليهم، لذا فلابد أن يكون الآباء لهم الدور الأساسي في الحد من الآثار السلبية على الأطفال وذلك من خلال اختيار الأفلام الكرتونية المناسبة للطفل ولعمره، وعدم القيام بتشغيل جهاز العرض بطريقة عشوائية، وتحديد وقت المشاهدة بساعة أو ساعتين يوميًا للأطفال الأكبر من عامين، وقيام الآباء بمناقشة أطفالهم عن شخصيات الرسوم المتحركة وضرورة مشاهدة الآباء للأفلام الكرتونية مع الطفل، ومناقشة ما تم عرضه بالفيلم، ومناقشة الإيجابيات والسلبيات التي تناولها فيلم الكرتون، وضرورة مشاركة الأطفال في أنشطة أخرى، وخاصة القراءة، وتشجيعهم على اللعب والتمارين الرياضية، حتى يكون لديهم خيارات أخرى بخلاف مشاهدة الرسوم المتحركة فقط.