«هدية من الماضى».. قصة حب مصرية ايطالية في مهرجان الإسماعيلية
الإسماعيلية ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
شابة صغيرة تعرف بقصة حب أبيها القديمة لفتاة ايطالية خلال فترة دراسته للسينما ببلادها، وقبل عيد ميلاده الـ75 تفاجئه بتذكرتى سفر لتصطحبه الى ايطاليا يبحثان عن محبوبته القديمة، تدهشه المفاجأة، يتحمس للغاية، حين تشرع فى الحصول على التأشيرة يتراجع، يرفض المفاجأة، يتحجج، لكن الخسارة المادية «خسارة ثمن تذاكر السفر» تدفعه للرضوخ، تودعهما زوجته وابنته الأخرى، يبحثان فى ايطاليا عن باتريسيا الشقراء الجميلة، يحملان صورها القديمة وخطاباتها الملتهبة، رحلة بحث مضنية فى أحياء روما، حتى ينجحا فى الوصول اليها عن طريق الفيس بوك، تذهل المفاجأة الأب وحبيبته التى مضى بها العمر، يحتضنها، يستعيدا ذكريات ومشاعر كانت، ثم يدعوها لزيارة مصر، يفترقان أصدقاء.
أنها ليست قصة لفيلم روائى رومانسى، وانما فيلم تسجيلى بعنوان «هدية من الماضي» يشارك فى مسابقة الأفلام التسجيلية بمهرجان الاسماعيلية فى دورته الـ18، الفيلم قصة حقيقية، تقطر عذوبة وصدق، اذ قامت مخرجته الشابة كوثر يونس بتصويره خلسة بكاميرات أخفتها عن والدها بطل الحكاية د.مختار يونس الأستاذ بمعهد السينما، تنقل فيه مناقشاتها وخلافاتها مع والدها منذ فاجئته بالهدية قبل عيد ميلاده، وتترك ردود أفعاله التلقائية وهو يردد أغنيات عبد الحليم ترقبا للقاء محبوبته، وهو ينفعل لقرار الابنة ويتهمها بالتحكم فى حياته.
تصفيق كبير واعجاب اكبر قوبل به الفيلم عند عرضه، وخلال ندوته التى حضرتها المخرجة الشابة ووالدها الذى أبدى سعادته بعرض الفيلم فى مهرجان الاسماعيلية، والحفاوة التى قوبل بها منذعرضه الاول فى مهرجان القاهرة السينمائى الماضى ضمن برنامج آفاق وكذلك عرضه فى مهرجان الفيلم العربى ببرلين، وتحدثت الابنة المخرجة معبرة عن سعادتها باستقبال الجمهور للفيلم مؤكدة أنه كان تجربة مضنية ليس فى تصويره فحسب، وانما أيضا فى تنفيذه حيث صورت نحو300 ساعة، مما اضطرها للبقاء فى صالة المونتاج 12 ساعة متواصلة على مدى شهر ونصف، لتقدم فيلمها فى 75 دقيقة، ويستغرق تنفيذه عامان حتى يخرج بصورة ترضى عنها.
دفع الفضول الحضور خلال الندوة التى عقدت بعد عرض الفيلم لمعرفة رد فعلها اذا لم تجد الحبيبة الايطالية، أو وجدتها قد ماتت كيف كانت ستتعامل مع هذا الموقف فقالت: كنت مصرة على تقديم الفيلم فى كل الأحوال، سواء اذا كانت متزوجة ورفضت اللقاء، أو كانت قد ماتت وكنت أنوى زيارة قبرها مع والدى، لأن الفكرة كانت لامعة جدا فى رأسى، ووضعت سيناريو مختلف لكل نهاية، وعن لقاء والدها بحيبته السابقة قالت المخرجة: كان لقاءا فاترا فى البداية وكانت حادة فى ردودها، لكن بعد ركوبنا القطار حدثتنا على الهاتف، ودخلت فى نوبة بكاء وهى تتمتم بكلمات ايطالية، وبالفعل تأثرنا جميعا بانتهاء الرحلة ولكنى استبعدت هذا الجزء فى المونتاج.