هل انتهي العصر الذهبي لدور العرض السينمائي؟
«سينماتوغراف» ـ ممدوح شلبي
ترتب علي إعلان شركة والت ديزني أن فيلم «حرب النجوم» القادم تأجل سبعة أشهر عن تصويره، كما أعلنت الشركة المنتجة لفيلم «أفاتار 2» عن تأجيل تصوير هذا الفيلم أيضاً، والذي كان من المقرر عرضه في كريسماس العام الحالي، وذلك تفادياً للمنافسة مع فيلم حرب النجوم الذي سيُعرض في نفس التوقيت، ومن المقرر عرض فيلم «افاتار 2» في كريسماس 2017 ، وقد سبق لجيمس كاميرون مخرج فيلم أفاتار أن أعلن منذ أسابيع قليلة عن الانتهاء من كتابة السيناريو الذي سيكون بمثابة جزء من سلسلة أفلام أفاتار القادمة.
لعل هذه الأخبار توضح المأزق الذي وجدت هوليوود نفسها فيه. فإيرادات فيلم «حرب النجوم: القوة تنتفض» ورغم أنها سجلت سبقاً في تاريخ شباك التذاكر في السوق المحلي الأمريكي. فإن هذه الإيرادات كانت أقل من المتوقع بنحو النصف. فشركة والت ديزني التي إشترت الملكية الفكرية لأفلام حرب النجوم من المخرج جورج لوكاس بمبلغ 4 مليارات دولار كانت تتوقع أن يحقق فيلم «القوة تنتفض» إيرادات تتجاوز ملياري دولار.
ومن المعروف أيضاً أن شركة والت ديزني اشترت الملكية الفكرية لسلسلة أفلام «إنديانا جونز» من جورج لوكاس أيضاً الذي كان يمتلك هذه السلسلة الشهيرة التي أخرج كل أجزائها ستيفن سبيلبيرج وقام ببطولتها هاريسون فورد. وكان ستيفن سبيلبيرج قد أعلن أنه بصدد إخراج فيلم إنديانا جونز الجديد الذي سيكون أيضاً من بطولة هاريسون فورد.
لعل شركة والت ديزني قد غامرت في صفقة شراء الحقوق الملكية لسلسلة حرب النجوم وسلسلة إنديانا جونز. فتقاليد مشاهدة الأفلام تغيرت ليس فقط بالنسبة للسوق المحلي للسينما الأمريكية ولكن علي مستوي العالم. فعصر دور العرض السينمائي قد انتهي طبقاً لأطروحة الكاتبة والمُنظرة الأمريكية سوزان سونتاج التي سجلت ملاحظاتها حول تقلص دور العرض السينمائي في أمريكا وانصراف الجمهور إلي وسائل جديدة لمشاهدة الأفلام عبر شاشات التليفزيون.
يجب أن نوضح أن نجاح فيلم «القوة تنتفض» في السينمات الأمريكية لا يعني تهافت أطروحة سوزان سونتاج. فنجاح فيلم واحد سنوياً يمكن اعتباره نوعاً من الإبقاء علي ما يُسمي الطقس الجماعي لمشاهدة السينما ولكن في حده الأدني. لكن هذا الطقس لا يتسع لأكثر من فيلم واحد سنوياً. وهذا ما دفع إلي تأجيل تصوير فيلم «أفاتار 2» لأن توزيعه في السينمات تزامناً مع فيلم «حرب النجوم» القادم سيؤدي إلي إخفاق الفيلمين في تحقيق الإيرادات المستهدفة لكل منهما.
ومن المعروف أن فيلم أفاتار يحتل الترتيب رقم واحد في الإيرادات علي مستوي العالم حيث اقتربت إيراداته من مبلغ 3 مليارات دولار. بينما فيلم «القوة تنتفض» حقق أعلي إيرادات في السوق المحلي الأمريكي بمبلغ يقترب من 850 مليون دولار حتي الآن.
هذه الأرقام استثنائية ولا تنطبق علي كل الأفلام الأمريكية التي تحقق عائداً سنوياً يبلغ نحو عشرة مليارات دولار من السوق المحلي الأمريكي. ونحو عشرة مليارات أخري من السوق العالمي الذي يشمل الصين والتي راهن المحللون علي جمهورها الكبير في إمكانية أن يحقق فيلم «القوة تنتفض» نجاحاً يتجاوز نجاح فيلم «أفاتار» ولكن توقعاتهم جاءت مخالفة لظنهم ولم يحقق الفيلم النجاح المتوقع في الصين، ومن ثم يجب علينا أن ننتبه إلي حقيقة أن العصر الذهبي لدور العرض السينمائي قد انتهي. لكن السينما نفسها لم تنته.