يختتم فعالياته السبت: عروض للأفلام ونقاشات ومعرض فني في «أجيال السينمائي»
الدوحة ـ «سينماتوغراف»
شهد مهرجان أجيال السينمائي التاسع، الذي تنظمه مؤسسة الدوحة للأفلام العديد من الفعاليات في يومه الخامس، حيث قدم مزيجًا متنوعًا من الفعاليات الشخصية وعبر الإنترنت، ومنها عروض الأفلام والنقاشات التفاعلية والمعرض الفني متعدد الوسائط، إلى جانب جيكدوم الذي يعد أكبر فعالية للثقافة الشعبية في قطر، وسينما السيارات التي تقدّم تجربة متعدّدة الحواس لجميع الأعمار.
وقد تضمنت فعاليات المهرجان المتنوعة عرضَ الأول لفيلم أوركا (قطر- إيران/2021) الذي جرى إنتاجه في أستوديوهات كتارا. ويوثِّق الفيلم قصة إلهام سادات أصغري التي سجَّلت اسمها في موسوعة جينيس كأسرع سبَّاحة تقطع مسافة 10 كم بذراع واحدة في زمن قياسي قدره 4 ساعات و58 دقيقة و32 ثانية، إلى جانب السباحة لمدة تزيد على ثلاث ساعات متواصلة وهي مكبلة اليدين. لاقت قصة إلهام تضامنًا وتعاطفًا واسعًا حول العالم، حيث تروي هذه القصة كيف نجحت سيدة مطلقة، تعرضت لصنوف شتى من العذاب على يد زوجها، أن تعيد اكتشاف نفسها وتجد عزاءها وخلاصها في الماء، وبفضل شجاعة إلهام، وإصرارها، وعزيمتها، ودعم والدها الكبير لها، ذاع صيتُها واشتهرت بقدرتها الاستثنائية على السباحة الطويلة، ولكنها واجهت عقبات وهي تحاول تحقيق غايتها بدخول موسوعة جينيس للأرقام القياسيّة.
قالت إلهام في حديث صحفي على هامش عرض فيلمها: إن مهمتها لم تكن دخول موسوعة جينيس فحسب، بل كانت تهدف أيضًا إلى إرسال رسالة قوية للنساء في جميع أنحاء العالم بألا يستسلمن وأن يؤمنَّ بأحلامهن، ويناضلن من أجل تحقيق أهدافهن، وأوضحت أنها بدأت السباحة عندما كان عمرها 5 سنوات. وقد وجدت في السباحة العزاء والخلاص والشجاعة للتغلب على التحديات، والتحوّل إلى شخص متمكن من أدواته وواثق في قدراته. كما أشارت إلى أنها كانت تخطط لكسر رقم قياسي آخر في قطر، ولكن تأجلت خططها بسبب الوباء، معلنة أنها ستستأنف العمل على تحقيق هذا الهدف قريبًا.
من جهتها، قالت سحر مصيبي مُخرجة الفيلم إنها تابعت قصة إلهام من كثب وإن مشاهد الفيلم جاءت واقعية بشكل كبير، حيث قالت: «جميع المشاهد في الفيلم واقعية وصادقة، مرّت إلهام بهذه الوقائع كلها، مُضيفة إن هذا الفيلم يوثق الحقائق، لا ينتقد أحدًا ولا يشير بأصابع الاتهام لأحد». وأضافت سحر: إن الفيلم يحتوي على إشارات رمزية لإلهام، وهو ما يوحي به عنوان الفيلم أيضًا الذي يشير إلى اسم نوع من الحوت، وأوضحت: «حوت الأوركا مثل البشر، يحب العائلة والبقاء على مقربة من بعضهم بعضًا، وهي أيضًا كائنات عاطفيّة وحسَّاسة. لذا، كان اختيار اسم الفيلم مناسبًا جدًا».
بينما قال مُنتج الفيلم لوكا بيركوفيتشي من أستوديوهات كتارا إن النص سحرهم عندما قرؤوه، موضحًا أنه كان قويًا للغاية ورسالته شمولية وداعمًا لحقوق النساء.