بعد حظر لأكثر من 3 عقود.. السعودية تفتح أبوابها لأفلام «البحر الأحمر السينمائي»
بدأ العد التنازلي لاستقبال أهم الأحداث المنتظرة على مستوى الساحة السينمائية العربية والعالمية، أيام قليلة تفصلنا عن الاحتفال بـ «البحر الأحمر السينمائي الدولي» في دورته الافتتاحية لعام 2021، بعد إلغاء النسخة الأولى بسبب جائحة كورونا، حيث سيقام المهرجان في مدينة جدة، التي احتضنت حواريها «سينما الأحواش» في الستينات، قبل أن تغلق كل الصالات السعودية في الثمانينات، ثم تعود دور العرض مجدداً للافتتاح في عام 2018.
يعتبر إطلاق «البحر الأحمر السينمائي الدولي»، إضافة مهمة للصناعة السينمائية العربية ومنطقة الشرق الأوسط، خاصة بعد توقّف مهرجان أبوظبي السينمائي عام 2015 والذي استمر لمدة ثماني أعوام، ليلحقه بعدها توقّف مهرجان دبي السينمائي الدولي مع دورته الـ 15 في عام 2017.
يعد زوال المهرجانين اللذين كانا حلقة وصل مهمة بين السينما العربية والعالمية خسارة للساحة الفنية، وانطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي خطوة مُنتظرة للمّ شمل الفنانين واحتضانهم وإبراز المواهب الجديدة، فهو ملتقى ضروري لصناع الأفلام ولتطوير هذا القطاع سعودياً وعربياً، وهو كذلك بيئة خصبة لإنتاج مشاريع سينمائية جديدة ومتميزة، وسيساهم بتطوير المهارات والمواهب من خلال ورش ودورات تواصل مع ذوي الخبرة من المشاركين وطرح حلقات نقاشية، وسيدفع بالعجلة الإنتاجية السينمائية للدوران من خلال صندوق دعم وتمويل الأفلام.
تضم النسخة الافتتاحية من المهرجان 11 برنامجاً، ضمنها مسابقة البحر الأحمر الرسمية للأفلام الطويلة والقصيرة، كنوز البحر الأحمر، وسينما سعودية جديدة لعرض أفلام محليّة قصيرة وطويلة وروائع عربية وعالمية، بالإضافة لبرنامج السينما التفاعلية الذي سيعرض في «حي جميل» ويضم 13 فيلم ينافس على جائزة اليُسر الذهبي للسينما التفاعلية، إضافة إلى جائزة نقدية بقيمة 10 آلاف دولار، بخلاف سوق المشاريع الذي يوجد به 23 مشروعاً قيد التطوير، تتنافس جميعها على جوائز نقدية وعينية تصل إلى 700 ألف دولار أمريكي.
يعرض مهرجان البحر الأحمر بالمجمل 138 فيلماً من 67 بلداً منها 25 فيلماً في عرض عالمي أول، و48 فيلماً في أول عرض عربي، و17 فيلماً في عرضها الأول في منطقة الخليج. الجميع متشوق للمشاركة في المهرجان ومشاهدة الأفلام مع الجمهور بشكل مباشر، كما يُؤكد ذلك صنّاع الأفلام السعوديين أنفسهم.
ويكرم المهرجان في دورته الافتتاحية المخرجة السعودية هيفاء المنصور والممثلة المصرية ليلى علوي، وكذلك الفرنسي جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي بباريس. وستصاحب عروض الأفلام أنشطة وفعاليات متنوعة منها حفل موسيقي للاحتفاء بالعصر الذهبي للسينما المصرية مع ريم خشيش وفرقتها، وحفل آخر لفرقة واي آر ميوزيك السعودية.
بالإضافة إلى ذلك، سيتم عرض ثمانية أفلام ضمن برنامج “كنوز البحر الأحمر” في دورته الافتتاحية من بينها فيلم “الاختيار” (1971) ليوسف شاهين، وفيلم “دعاء الكروان” (1995) لهنري بركات. وسيعرض البرنامج كذلك نسخة مرممة من فيلم “بييرو المجنون” الذي أنتج عام (1965) لجان-لوك غودار. وقد تم تخصيص هذا البرنامج للاحتفاء بأفلام كلاسيكية حاصلة على جوائز، وتركت بصمتها في ذاكرة المشاهدين لإعادة اكتشافها وتقديمها من جديد.
بالفعل، يعتبر البحر الأحمر السينمائي خطوة مهمة جداً، في هذا التوقيت، ستعمل على حراك سينمائي كبير عربي وعالمي، داخل السعودية التي حظرت دور السينما لأكثر من 3 عقود.