تغطية خاصة لندوات «المشروع القومى للنهوض بالسينما المصرية» بالجامعة البريطانية
القاهرة ـ «سينماتوغراف»: انتصار دردير
نظمت كلية الإعلام بالجامعة البريطانية، اليوم الإثنين، مجموعة من الندوات التي ناقشت النهوض بصناعة السينما المصرية، وتوالي «سينماتوغراف» خلال الساعات المقبلة تحليل المناقشات ورصد الأراء المختلفة التي تم طرحها.
وشارك في الندوات كلا من «المخرج خالد يوسف، والفنانة لبلبة، والفنانة بسمة، والمخرج سمير سيف، والمنتج جابي خوري، والمنتج فاروق صبري»، ومجموعة من المخرجين الشباب مثل محمد صباحي، وآيتن أمين، وأحمد عاطف.
قال المخرج خالد يوسف ضمن فعاليات المؤتمر إن المادة ٦٧ تحمى الإبداع ويشعر بالشرف والفخر بأن يكون واحدًا ممن صاغوها، مشيرًا إلى أنه حزين بسبب عدم تدعيم الدولة للفن وأنه لا يعرف لماذا تتعطل خطوات الدولة.
وأوضح خالد يوسف أن الحرية بشكل عام هى ملك البشر قبل الدول والدساتير وأن الإسفاف لا يمنع بالرقابة، لاسيما بعد أن أصبح الشعب المصرى على قدر كبير من الوعى وأنه قادر أن يختار ما يريده مؤكدا أن الرقابة المجتمعية هى الأكثر تحفظا والحكم على الأعمال من خلال وسائل التواصل الاجتماعى.
ومن جانبها قالت الفنانة بسمة إن حدود المبدع هى السماء وأننا نطالب منذ فترة بإلغاء الرقابة وأن الأهل هى التى تربى، مضيفة أن مسلسل «أهل إسكندرية» تم منعه بقرار رئيس الوزراء وهو قرار شفهى متمنية أن يتم عرضه لأنه لا يوجد ما يمنع عرضه.
أما طارق الشناوى فقال إن السلطة مع نهوض الفن ولكن أى نوع من الفن للدولة الذى تراه من وجهة نظرها، كما أن الرقابة غير مؤهلة لوضع التصنيف العمرى وأن الأفلام التى تنافق الرئيس مثل «جواز بقرار جمهورى» أو «طباخ الرئيس» كان هناك خوف شديد منها.
بينما قال عبد الستار فتحى رئيس الرقابة إن الفطرة الإنسانية لا تقبل الرقابة وكلمة رقيب كلمة سخيفة ولا يوجد مخرج أو كاتب كبير تحدث له أزمة مع الرقابة لأن وقتها يكون مدرك لأدواته، وأضاف عبد الستار أنه وارد أن يتم الاعتراض على فكرة سيناريو أو يتم وضع تعديلات عليه لكنه لم يتم رفض أفلام لفترة طويلة ماضية مؤكدًا أن فيلم “نوح” لم يتم رفضه من الرقابة ولم يتدخل الأزهر فى ذلك وأن فيلم الخروج ملوك وآلهة تم منعه لأنه يسىء لمصر ويحمل وجهة نظر مخرجه المتحيزة لليهود والتى بها كم كبير من التزوير للتاريخ.
وقال المخرج أحمد عاطف، إن على الشباب التوصل للعديد من الكثير من الحلول التي تمنحهم الفرصة في صناعة سينما شبابية من خلال مجموعة من الكاميرات التي يتم تأجيرها بأسعار رخيصة ذات جودة عالية، موضحًا أن الفكر الشبابي الجديد هو الذي يساعد على كسر حاجز احتكار بعض المنتجين، وهناك مجموعة من برامج المونتاج، يمكن استخدام النسخة التجريبية منها للقيام بالعمل المراد عمله التعبير عن أفكاره.
وذكرت المخرجة آيتن أمين، أن هناك مجموعة من المخرجين الشباب قاموا بصناعة أفلام عن طريق الشراكة بين طاقم العمل والسعي وراء الحصول على الدعم المالي من العديد من الجهات والمهرجانات وتم عمل مجموعة كبيرة من اﻷفلام القصيرة والطويلة بتكلفة أقل بكثير من اﻷفلام التجارية لكن ذات جودة عالية، وتوضح رؤية الصناع، وأن تطور المعدات والكاميرات جعل التفكير يطور أكثر لدى اﻷجيال التي عاصرت المعدات القديمة والحديثة.
وأشار المخرج محمد صباحي، إلى أن مشكلة الإنتاج هي المؤرق اﻷكبر وأن المنتجين يرفضون اﻷفلام ذات الميزانيات الضخة، لذلك لابد أن تجد السينما المستقلة طرق أخرى للإنتاج والتسويق بتكلفة أقل.
وقال المخرج السينمائى شريف مندور: إننا انتهينا من تشكيل تحالف ضد القرصنة التى تهدد صناعة السينما، وطالبنا الدولة بتغليظ العقوبة على القنوات التى تقرصن على الأفلام وتسرقها، فلا يعقل أن تكون عقوبة هذه القنوات غرامة ألفى جنيه فقط، ويجب على الدولة مواجهة الإعلانات على هذه القنوات.
وأضاف المخرج السينمائى شريف مندور، خلال المؤتمر الثالث لكلية الإعلام بالجامعة البريطانية: إننا نواجه مشكلة دور العرض. مؤكدا أنه لابد من تنمية صندوق صناعة السينما المصرية الذى سيقرض المنتجين. ومن جانبه قال الدكتور خالد عبد الجليل، مستشار وزير الثقافة، إن مشكلة إنشاء مشروع متحف للسينما المصرية لم ينفذ حتى الآن لأنه من بعد الثورة انفصلت وزارة الثقافة عن وزارة الآثار، وكان من المقرر أن يتم إنشاء المتحف بقصر طوسن الذى أصبح ملك لوزارة الآثار، وقدمت شركات فرنسية رسوم توضيحية ودراسات لإنشائه دون أى مقابل، موضحا أنه اجتمع مع الدكتور أشرف العربى وبعض المخرجين بينهم المخرج خالد يوسف وجابى خورى، نائب رئيس غرفة صناعة السينما، وقدم استراتيجية كاملة للسينما.
وقال المنتج محسن علم الدين خلال المؤتمر: أن السينما تعانى من أزمات كبيرة أهمها فرض رسوم تصوير كبيرة على صناع السينما، مؤكدا أن العالم العربى عرف جامعة القاهرة من الأفلام، واليوم لا نستطيع أن نؤرخ للتطور الكبير الذى حدث فى مطار القاهرة، موضحا أن وزارة الداخلية تفرض رسوما تصل إلى أربعة آلاف جنيه، وأضاف : إذا كان عادل إمام هو البطل فالمبلغ يتم مضاعفته.
وأضاف محسن أن صناعة الأفلام ازدهرت بسبب وقوف الدولة إلى جوارها وحدث بالفعل فى فيلم يوم الكرامة والرصاصة لا تزال فى جيبى والصعود إلى الهاوية، موضحا أن دعم الدولة للسينما 20 مليون جنيه فقط، ولابد أن يتضاعف حتى نحتل السوق من جديد ونصل للصدارة.
بينما قال سمير فرج إن فيلم «جلاديتور» كان سيتم تصويره فى مصر وطلب منه ملايين ليتم وضع المعدات والتصوير وفى النهاية الفيلم ذهب للمغرب واستقبل صناعه ملك المغرب بشخصه، وأضاف فرج لابد أن نناضل ونجاهد من أجل صناعة السينما.
من جانبه قال المنتج دكتور محمد العدل إن السينما ليست فى انفصال عن الدولة والمشكلة التى تعانى منها السينما هى نفس المشاكل التى تعانى منها الدولة والكارثة فى أن الدولة لا ترى أهمية للسينما وأن وزارة الثقافة آخر وزارة يتم اختيار وزيرها مؤكدا أن السينما تحتاج قرارا رئاسيا خاصة فى الوقت الذى نعانى من الاختراق الفضائى والقرصنة مؤكدا أن محاربة الإرهاب بالثقافة وليس بالأمن فقط مضيفا أن الدولة ترى الفنانين وصناع السينما مجرد أرجوزات أو تتعامل مع السينما على أنها مشروع تجارى وليس ثقافيا. وأضاف أن غرفة صناعة السينما بها أزمة كبيرة جدا أضخمها هو أن لها شاشة صوت فى انتخابات الغرفة وتلك أزمة كبيرة.
ومن جانبها قال الناقدة علا الشافعى إن السينما تعكس واقعا نعيشه ولابد على السينمائيين أن يكون لديهم طريقة مغايرة للتعامل مع أزمات السينما وصناعتها التى تعتبرها صناعة لقيطة، حيث كانت تتبع وزارة الإسكان وبعدها الثقافة وغيرها كما أن قوانين السينما عكس بعضها وهى قوانين بالية منذ الخمسينيات ولا توجد قوانين تواكب العصر خاصة فى ظل تآكل دور العرض وتحول المنتج إلى تاجر.
وأضافت علا الشافعى أننا نحتاج نهضة سينمائية ويجب أن تصل رسالتنا إلى الرئاسة وأن يكون هناك خطوات تصعيدية للوصول إلى النهوض بالسينما ويجب أن يكون هناك دور للنقابات وغرفة صناعة السينما المكلفة بحماية الصناعة كمنظومة مع تغير آليات العامل مع أزمات الصناعة.
وقد خرج مؤتمر الجامعة البريطانية الذي حمل عنوان «نحو مشروع قومى للنهوض بالسينما المصرية» بـ10 توصيات، وهى دعم الجهود المشتركة بين الدولة وصناع السينما من أجل النهوض بها وعودة دور الدولة لدعم الإنتاج السينمائى، ومنح حوافز مالية وقروض ميسرة لشركات الإنتاج والشباب وإعادة النظر فى التشريعات والقوانين التى تنظم العمل فى مجال السينما. كما أوصى المؤتمر بتوفير كل أنواع الرعاية والدعم للعاملين فى السينما وضرورة اهتمام وسائل الإعلام بدعم صناعة السينما وعودة أصول السينما سواء دور عرض أو استوديوهات من وزارة الاستثمار إلى وزارة الثقافة وسرعة إنشاء صندوق لتنمية صناعة السينما المصرية وإنشاء أرشيف لحفظ التراث السينمائى وأخيرًا تدشين مدينة عالية للإنتاج الفنى بعنوان «نايل وود» فى العاصمة الإدارية الجديدة لتكون منصة لنهضة السينما فى الشرق الأوسط.
وكرمت الجامعة البريطانية كلا من الدكتور خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة، والمخرج شريف مندور، والناقد أحمد النجار، لمجهوداتهم فى رسم مستقبل السينما المصرية.