مقابلات

المخرج المغربي حكيم بلعباس: «لــو إنهــارت الجــدران» غوص في مفهوم الزمن

القاهرة ـ محمد عمران

عــرض مهرجــان القاهــرة الســينمائى الدولــى هــذا العــام مجموعــة مــن أهــم الأفلام الســينمائية فــى أقســام المهرجــان المختلفــة، مســابقة آفــاق الســينما العربيــة التي تتضمــن مجموعــة رائعــة مــن الأفلام بعضهــا في عــرض عالمــى أول أو دولــى أول. المخـرج المغربـى حكيـم بلعبـاس يشـارك هــذا العــام بفيلــم (لــو إنهــارت الجــدران)، وهـو العـرض العالمـى الأول للفيلـم. ويعتبـر حكيــم بلعبــاس مــن أبــرز الســينمائيين المغاربــة، وتوجــت أفلامه الســابقة بعــدد مـن الجوائـز أهمهـا الجائـزة الكبـرى مرتيـن مــن المهرجــان الوطنــى للفيلــم بالمغــرب.

درس حكيــم بلعبــاس الســينما بفرنســا واســتكمل دراســته بالولايات المتحــدة الأميريكية. يــرى بلعبــاس أن مشــاركة فيلمــه فــى مهرجــان القاهــرة الســينمائى الدولــى فرصــة لتقاســم هــذه التجربــة الســينمائية الجديـدة مـع جمهـور عربـى فـى بلـد عربـى كمصـر الشـقيقة، ويتمنـى أن يتسـع قلـب مـن سيشــاهدون الفيلــم لأحتضانــه.

* كلمنا عن قصة الفيلم؟

– الفيلــم عبــارة عــن مجموعــة مــن الحكايــات ترتبــط كلهــا بفضــاء واحــد، وتــدور أحداثهــا بيــن شــخصيات وأنــاس بسـطاء يتعاركـون فـى وجـه قدرهـم، ونكـون نحــن كمتلقيــن شــاهدين علــى لحظــات حميمـة أتمنـى أن تذكرنـا بشـرطنا الأساسـى المشــترك.

* يـرى البعـض أن أفلامك تخـرج مـن البيئـة التـى نشـأت بهـا فـى مدينـة ”بجعـد“.. مـا مـدى صحـة ذلك؟

– شــيء طبيعــى بالنســبة لــى أن أحكــى عوالمـى التـى تسـكنني، مـن خـلال الفضـاء الــذى ترعرعــت فيــه، والــذى أجــد فيــه شــظايا مرايــا أمــل دائمــا تعكــس قيمــا إنســانية كونيــة.

* درسـت السـينما فـى ليـون بفرنسـا، واسـتكملتها فـى الولايات المتحـدة الأميريكية كيـف أفادتـك؟

– دراســتى خــارج المغــرب فتحــت عينــى علــى عوالــم مختلفــة فــى الآداب واللغــات والثقافـات، كمـا سـاعدتنى فـى العثـور علـى صوتـى المعبر عـن نفسـى، لكـن الأهم هـو أن سـفرى فـى هـذه العوالـم أعادنـى إلـى حضـن أمــى وحكمتهــا وسلاســة صورهــا البلاغيــة التــى لــم أدرك معانيهــا إلا بعــد وليــم شكســبير ووليــام فولكنــر وتشينوأتشــيبى وديــان نومــاس.. إلــخ.

* أيـن تـرى فيلمـك لـو انهـارت الجـدران وسـط أفلامك؟

– هــذا الفيلــم محاولــة جديــدة ومخيفــة بالنســبة لــى أحــاول مــن خلاله أن أجــرب إلـى أى حـد يمكـن لـى أن أركـز علـى مفهـوم الزمــن بالحكــى والغــوص فــى اللحظــة الإنسانية، عوضــاً عــن مفهــوم القصــة المتــداول.

لقطة من فيلم لو إنهارت الجدران

* فـوزك بالجائـزة الكبـرى حملـك مسـئولية كبيـرة.. وهـل أثـرت هـذه الجوائـز علـى اختياراتـك بعدهـا؟

– أحــاول جاهــداً أن أركــز علــى مســألة واحــدة وأساســية مفادهــا أننــى لســت فــى منافســة مــع أحــد إلا نفســي، وأثابــر علــى أن أتعلـم مـن الحيـاة وأقبـل مـا تهدينـى بـكل ســماته حتــى أكــون إنســانا قنوعــا وبالتالــى إنســانا أفضــل غــدا.

* السـينما المغربيـة دائمـا متألقـة وتفـوز بجوائـز فـى مهرجانـات عالميـة.. كيـف تـرى تطـور السـينما المغربيـة؟

– حتـى وإن كنـت غيـر مؤهـل للحكـم علـى شــيء كهــذا، فإننــى أعتقــد أن الســنوات القليلـة الماضيـة أفـرزت ولا تزال تفـرز عـن أصـوات سـينمائية تأخـذ مكانتهـا فـى فضـاء سـينما وطنيـة تعبـر عـن طموحـات وهويـات، وهــذا مع الوقت يمكنه أن يتحــول إلــى صناعــة ســينما كاملــة.

* مـاذا ينقـص السـينما المغربيـة لتنافـس وتـزداد إيراداتهـا فـى شـباك التذاكـر؟

– كل مـا أسـتطيع قولـه فـى هـذا الموضوع هــو أنــه لا يجــب أن يضــع الإنسان العربــة قبــل الحصــان، فالمســألة تتعــدى أن تكــون هنـاك ميكانيزمـات ميكانيكيـة يرتكـز عليهـا لبنـاء صـرح صناعـة سـينمائية محليـة، عمـق المسـألة يرتكـز بالإساس علـى إعـادة هيكلـة منظوماتنــا التربويــة والتعليميــة التــى يمكــن أن تقــر قيــم المعرفــة والتفكيــر النقــدى السـليمين لبنـاء عقليـة مبدعـة تخلـق الطلـب وتؤســس لــكل الصناعــات.

* هـل فكـرت يومـا فـى عمـل فيلـم مشـترك مصـرى – مغربـي؟

–  هذا يسعدني بالطبع، أن أقدم فيلــم مغربــى مصــرى مشــترك تتلاقى فيـه مقومـات العمـل الإبداعي كالتـى طبعـت فــى ذاكرتــى مــن كلاسيكيات الســينما المصريــة التــى عشــقتها فــى صغــرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى