مهرجانات

أفلام متوسطية جديدة تتنافس على جوائز مهرجان تطوان

تطوان ـ «سينماتوغراف»

يدخل 12 فيلماً طويلاً سباق المنافسة على جوائز الدورة الجديدة من مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، الذي يقام في الفترة من العاشر إلى السابع عشر من يونيو، وهي كلها أفلام سينمائية جديدة جرى إنتاجها خلال السنتين الأخيرتين.

ويرسخ المهرجان من خلال تشكيلة من الأفلام المختارة والمتنافسة على جوائزه قيمة السينما المتوسطية في حميميتها، وأبرزها سينما الأسرة والعائلة، والعلاقات العاطفية مع الأفراد والأوطان. فالأفلام المتوسطية مرآة تعكس المجتمعات بكل تناقضاتها وأحداثها، وتعبر عن الثقافة والجمال، ورغم اختلاف طريقة الأداء والتصرف ونوع الحكايات المسرودة واختلاف اللغات السينمائية المعتمدة فإن أفلام حوض المتوسط تتقاطع غالبا في الكثير من القضايا والرؤى.

يشارك في مسابقة الدورة السابعة والعشرين من مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط عدد هام من الأفلام العربية هي “أبوصدام” لنادين خان، “الغريب” للمخرج السوري أمير فخرالدين، “البحر أمامكم” للمخرج اللبناني إيلي داغر، “حبيبة” للمخرج المغربي حسن بنجلون، “قدحة حياة ثانية” للمخرج التونسي أنيس الأسود، وفيلم “صالون هدى” للمخرج الفلسطيني هاني أبوأسعد.

بينما نجد عدة أفلام من شمال المتوسط هي فيلم “شرارة برية” للمخرجة الإسبانية أينوا رودريغيث، وفيلم “مرة أخرى” للمخرج التركي طايفون بيرسليكوغلو، وفيلم “العالم بعدنا” للمخرج الفرنسي لودا بن صالح – كازاناس، وفيلم “قمر أزرق” للمخرجة الرومانية ألينا غريغوري، وفيلم “جسم ضئيل” للمخرجة الإيطالية لاورا ساماني، وفيلم “فيرا تحلم بالبحر” لكاترينا كراسنيكي من كوسوفو.

وتتبارى هذه الأفلام المتوسطية الجديدة، التي أنتجت سنة 2021، أمام لجنة تحكيم الفيلم الطويل ولجنة جائزة النقد التي تحمل اسم الكاتب والناقد السينمائي المغربي الراحل مصطفى المسناوي.

وفي مسابقة الأفلام الوثائقية، تشارك أفلام “قياس الأشياء” للمخرج البلجيكي باتريك جان، “بيروت في عين العاصفة” للمخرجة الفلسطينية مي مصري، “ستة أيام عادية” للمخرجة الإسبانية نوس بايوس، “جزر” للمخرج الإيطالي ماريو برينطا والمخرجة البلجيكية كارين دي فوليي، “نحن” للمخرجة الفرنسية من أصل سنغالي أليس ديوب، والفيلم المصري “كابتن الزعتري” لمخرجه علي العربي، والفيلم المغربي “في زاوية أمي” للمخرجة المغربية أسماء المدير، والفيلم المغربي الآخر “صرة الصيف” للمخرج سالم بلال”.

أما خارج المسابقة الرسمية وضمن فقرة “خفقة قلب” سيتم عرض ستة أفلام متوسطية أنتجت ما بين 2020 و2021، ويتعلق الأمر بفيلم “البحر الأبيض المتوسط” للمخرج الإسباني مارسيل بارينا، وفيلم “خريف التفاح” لمحمد مفتكر، وفيلم “مكتبة في باريس” للمخرج الإيطالي سيرجيو كاسيليتو، وفيلم “كوستا برافا لبنان” للمخرجة اللبنانية مونية عقل، وفيلم “زنقة كونتاكت” للمخرج المغربي إسماعيل العراقي، إلى جانب أربعة أفلام قصيرة للمخرج المغربي عماد بادئ بعنوان “أربعة فصول”.

وخارج المسابقة الرسمية دائما، وضمن فقرة “مساحة حرة”، التي تقام بشراكة مع الفدرالية الدولية للصحافة السينمائية، ستعرض أربعة أفلام متوسطية وهي “200 متر” للمخرج الفلسطيني أمين نايفة من إنتاج سنة 2020، و”حارس أخيه” للمخرج التركي فيريت كاراهان، وفيلم “أسطورة السرطان البحري الملكي” للمخرجين الإيطاليين أليسيو ريكو وماتيو زوبيس، وفيلم “ريش” للمخرج المصري عمر الزهيري، وكلها أفلام أنتجت سنة 2021.

يبقى مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط في طليعة المهرجانات العربية المتوسطية التي احتفت بروائع السينما العربية واتجاهاتها وأساليبها ومبدعيها من مخرجين وممثلين وباقي منتجي ورسامي الشاشة الكبيرة.

ويحاول المهرجان من خلال تشكيلة أفلامه المختارة أن يرفع إلى الضوء قيم الانفتاح والحداثة والتمدن، ويجعل من ضمن أولوياته إشراك الشباب في فعالياته الفنية واقتراحاته الثقافية.

وفي مهرجان تطوان لم تعد السينما خيالاً بالنسبة إلى المغاربة، بل صارت واقعاً يمكن أن نلتقي فيه بصلاح أبوسيف وعاطف الطيب ويوسف شاهين ونادية لطفي وفريد شوقي وأندري تشيني جياني أميليو وأنييس باردا وتورناتوري ولويس بيرلانكا وكلاوديا كاردينالي ومحمد ملص وآخرين وأخريات. إليهم تعرف السينمائيون المغاربة ومعهم ناقشوا أسرار الإنتاج السينمائي، من نقاد ومخرجين وممثلين ينتمون إلى مختلف دول المتوسط، وإلى أصقاع وجغرافيات سينمائية مترامية الأطراف، حتى ساهم هذا المهرجان بشكل طلائعي في نهضة السينما المغربية، فمنه تخرج جل المخرجين المغاربة، وفيه لمع نجوم السينما في هذا البلد.

هكذا وبتعاقب دوراته شكل المهرجان مشروعاً حداثياً استأنف مشروع التحديث الذي قاده الرعيل الأول من المثقفين الوطنيين منذ الأربعينات وقبلها، في مجالات الإعلام والصحافة والآداب والموسيقى والتشكيل والسينما. هو مشروع حداثي لأنه انتقل بالمغاربة من مستوى تلقي ومشاهدة الأفلام في الشاشات السينمائية الكبيرة إلى مستوى مناقشتها ونقدها ومساءلة مبدعيها خلال مختلف دورات المهرجان.

ويتعلق الأمر بـ26 دورة كاملة، حيث حقق المهرجان منهجه التحديثي من خلال الأسابيع السينمائية التي كان أصدقاء تطوان يعقدونها بانتظام حول السينما السوفياتية أو الإيطالية أو الجزائرية أو المصرية أو الإسبانية أو الإيطالية، ومن خلال تظاهرات أخرى، ثم من خلال مجلة “وشمة” التي يصدرها أصدقاء السينما منذ سنوات.

والمهرجان كما يرى القائمون عليه والمتابعون له هو في النهاية مشروع نضال جمالي مفتوح، أمام استمرار جيوب الظلامية والتشدد التي تعادي السينما لأنها تحرض على الحلم وتنشد الحرية، حين تصنع من الضياء صوراً تفضح الظلام ودعاته.

كما يمثل مهرجان تطوان ذاكرة السينمائيين المغاربة، مثلما يمكن القول إن هذه التظاهرة قد عرضت روائع السينما المغربية على مدى خمسة وثلاثين عاماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى