مقابلات

المخرج عبدالإله الجوهري: نتطلع لتدشين مهرجان خاص بالسينما المصرية المغربية

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

أعرب المخرج المغربي عبدالإله الجوهري، عن تطلعه لتدشين مهرجان سنوي خاص بالسينما المصرية المغربية بالتبادل بين البلدين، وذلك في إطار تعزيز مستوى التعاون في المجال الفني .

وقال الجوهري – في حوار لوكالة أنباء الشرق الأوسط بتونس على هامش مشاركته في مهرجان أيام قرطاج السينمائية – إن مستوى التعاون في المجال الفني بين البلدين لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، مضيفاً أن التعاون ينحصر في التعاون المؤسس بين مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية ومهرجان سينما المؤلف في الرباط، ومهرجان أسوان لأفلام المرأة ومهرجان السينما العربية بالدار البيضاء، ونتطلع لزيادة هذا التعاون في الفترة المقبلة، لأن مصر تعيش في الوجدان المغربي .

ودعا الجوهري القائمين على مهرجان القاهرة السينمائي الدولي إلى مواصلة الانتصار للسينما العربية ومنحها فرصاً أوسع في مسابقات المهرجان، وتسليط الضوء على أعمال الشباب الفنية التي ربما تجد صعوبة أحيانا في الترويج والانتشار، معرباً عن ثقته في نجاح الدورة المقبلة من المهرجان .

وعن حصول فيلمه “العبد” بجائزة أفضل موسيقى في مهرجان “أيام قرطاج السينمائية”، أعرب الجوهري عن سعادته بهذه الجائزة، وقال : إن هذا الفيلم هو ثالث فيلم روائي طويل من توقيعي كمخرج، وهو فيلم مغربي تونسي على اعتبار أن فكرته انطلقت من تونس عندما التقيت قبل دورتين من مهرجان قرطاج الكاتب والناقد التونسي كمال بنيونس، وروى له قصة الفيلم واتفقنا على تصويره .

وأوضح الجوهري أن الفيلم يعالج مفهوم الحرية وذلك من خلال طرح مجموعة من الأسئلة حول إرادة الإنسان وإذا ما كان حراً فعلاً أم أنه مقيد بمجموعة من القوانين والتقاليد التي تجعله خاضعاً لها وعبداً دون أن يدري، من خلال قصة شاب يدعى “إبراهيم” يقوم بعرض نفسه للبيع بأحد الساحات لرغبته في أن يكون عبدا، ليكتشف في النهاية أنه لا حرية إلا حرية الخيال والجمال .

وعن تقييمه للدورة الثالثة والثلاثين من المهرجان وما يميزها عن غيرها من الدورات السابقة، قال إن هذه الدورة تشهد عودة الوعي بأهمية الانتصار للثقافة والسينما العربية والإفريقية، فأغلب الأفلام التي شاركت في هذه الدورة مصنوعة برؤية إفريقية وعربية وتنتصر لثقافاتنا الغنية بموروثاتها الأدبية والشعبية والعلمية، بخلاف الأفلام الأجنبية أو التي يتم انتاجها بتعاون مع الصناديق الأوروبية والأمريكية والغربية، والتي تقدم صوراً نمطية عن مجتمعاتنا العربية، مضيفاً : “ولذلك فالمهرجانات العربية والإفريقية العريقة مثل مهرجان القاهرة السينمائي أو مهرجان قرطاج أو مهرجان خريبكة السينمائي بالمغرب أو مهرجان وأغادوجو ببوركينافاسو، هي مهرجانات تأسست في الستينيات من القرن الماضي لمواجهة الصورة النمطية المقدمة عن مجتمعاتنا في الأفلام الغربية” .

وعن تناول القضية الفلسطينية في السينما العربية .. أعرب الجوهري عن أسفه لتراجع هذا الدور مؤخراً، وتابع : ” للأسف القضية الفلسطينية لم تعد في مركز اهتمام السينمائيين العرب كما كانت من قبل، ومعظم الأعمال التي تقدم حالياً عن القضية يتم انتاجها بالتعاون مع الصناديق الغربية، وبالتالي ما تعكسه هذه الأعمال عن فلسطين لا ترتقي لمستوى ما تم تقديمه خلال الستينيات والسبيعنيات من القرن الماضي ، وكانت تسمى بـ”السينما النضالية” التي كان يقدمها المخرجون العرب الحقيقون، ولذلك فنحن في حاجة إلى أفلام عربية تبرز الهم الفلسطيني والأدب الفلسطيني وتنتصر للمظلمة الفلسطينية” .

وحول معاناة السينما المغربية من تقلص انتشارها عربياً رغم ما تحظى به من نجاح على مستوى المهرجانات العربية.. قال الجوهري إن الأمر يتعلق بالتوزيع، خاصة أن أغلب الشركات التي تتحكم في التوزيع هي شركات أجنبية، ومن النادر أن تجد خارج حدود المغرب فيلما سينمائيا إلا في المهرجانات الفنية، ولذلك فالإنتشار الشعبي للفيلم المغربي محدود رغم انتشاره الثقافي، فجميع المثقفين في العالم العربي وإفريقيا يعلمون جيدا قيمة وأهمية السينما المغربية.

وعن مسيرته كمخرج للأفلام الروائية والوثائقية، أوضح الجوهري:” أن هناك من يرى أنني مخرج وثائقي بإمتياز، نظراً للنجاح الذي حققه فيلمي الوثائقي “رجاء بنت الملاح”، ولكن ذلك الأمر يتجاوزني، ولا أجد أي فرق بين الفيلم الروائي والوثائقي الطويل أو القصير، فأنا مخرج سينمائي كلما راودتني فكرة أو رؤية أقوم بتنفيذها على الفور، فالممارسة السينمائية بالنسبة لي لا حدود لها، والأمر المهم هنا هو الإقتناع بالموضوع والتميز الإبداعي والثقافي، وبالتالي تجربتي الخاصة، لا تفرق بين الفيلم الروائي والفيلم الوثائقي، فكل ممارسة تخضع لقناعات فكرية وفنية، وتكون استجابة حقيقية لمرحلة التفكير والإنتاج بكل خلفياتها” .

وحول أعماله المقبلة، أشار الجوهري إلى أنه يستعد حالياً لتصوير فيلم روائي طويل، وفي نفس الوقت يعمل على مشروع فيلم آخر وهو فيلم وثائقي عن “جزيرة الشيطان”، وهي جزيرة موجودة في أمريكا اللاتينية كان ينقل إليها المساجين من الثورة الجزائرية والثوار المغاربة إبان فترات الاستعمار .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى